مقدمة:
تعد اللغة أداة للتفاهم والتواصل واكتساب المعرفة وتنمية الفكر، وهي الحبل المتين الذي يربط بين الأفراد ويكون منهم أمة مميزة قادرة على البقاء والنمو والإبداع، فهي تشكل العامل الأساسي في تكوين الأمة، وربط نفوس الأفراد؛ كما أنها مرآة الشعب ومستودع تراثه، وديوان أدبه، وسجل مطامحه وأفكاره وعواطفه، وحاملة للثقافة والفكر والعادات والتقاليد والقيم والآداب الإنسانية العامة التي تعكس هوية أبنائها.
وتتميز اللغة العربية بتاريخ عريق وثراء ثقافي هائل، وهي واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدث بها الملايين كلغة أم ولغة ثانية ويتعلمونها لأغراض مختلفة، ومن خلال تواجدها الواسع تأتي بدور محوري وعنصر أساسي في تحديد الهوية الثقافية والوطنية للأفراد والمجتمعات، فهي ترتبط بشكل وثيق بالتاريخ والحضارة العربية، وتعبر عن تراث عريق يمتد لآلاف السنين (فرج، 2023).
مفهوم اللغة:
عرف عمر (2008) اللغة بأنها: كل وسيلة لتبادل المشاعر والأفكار؛ كالإشارات، والأصوات، والألفاظ.
خصائص اللغة:
أشار مدكور (2006، ص23) إلى أن خصائص اللغة تتمثل في الآتي:
- اللغة نظام رمزي: إن لكل لغة من اللغات نظام خاص بها، وهذا النظام يتكون من الوحدات الصوتية، والمقطعية، والكلمات، والجمل، والتراكيب.
- اللغة نظام صوتي: إن الطبيعة الصوتية فيها هي الأساس، والشكل الكتابي يأتي في المرتبة الثانية؛ فالطبيعة الصوتية للغة تعني أن يبدأ تعليم اللغة للأطفال بشكلها الصوتي الشفوي قبل الكتابي.
- اللغة نظام دلالي: إن معاني اللغة متفق عليها بين أبناء المجتمع الذي يتكلم هذه اللغة، وبدون هذا الاتفاق لا يحدث الاتصال بين المتكلم والمستمع.
- اللغة مكتسبة: أي أنها ليست غريزة في الإنسان؛ فالطفل يولد دون لغة ثم يبدأ في تلقي الأصوات بأذنيه، ويربط بين الصوت والشخص، وبين الصوت والشيء، ويدرك العلاقات بين الأشياء، وهكذا تتكون مفرداته وقاموسه اللغوي.
- اللغة نامية: معنى النمو في اللغة أنها ليست شيئًا جامدًا، فلغة الفرد تتطور وتتحسن مع تقدم العمر وازدياد الخبرات، فالأمة الحية المتطورة تعكس تطورها على لغتها.
- اللغة اجتماعية: إن اللغة لا توجد في فراغ وإنما تبدأ وتنمو داخل الجماعة، أي أنها تتكون وتنمو نتيجة للتفاعل والرغبة في التعاون بين الأفراد.
وظائف اللغة:
وضح مدكور (2006، ص27) وظائف اللغة كما يأتي:
- اللغة منهج للتفكير: تعد اللغة منهج الإنسان للتفكير، وللوصول إلى العمليات العقلية والمدركات الكلية، كما أنها تجربة عقلية شعورية، يتم التعبير عنها من خلال تجربة لفظية مناسبة.
- اللغة نظام التعبير: يعبر الإنسان عن أفكاره ومشاكله وشعوره من خلال اللغة.
- اللغة منهج للاتصال: يستخدم الإنسان اللغة للتواصل مع الآخرين أفرادًا وجماعات، ويوظفها لحل مشكلاته، ولتنظيم نشاطاته الإدارية، والسياسية، والاجتماعية، وغيرها.
- اللغة نظام لحفظ التراث الثقافي: تعد اللغة طريقا للحضارة، وحافظة للفكر الإنساني، فلقد مكنت اللغة الإنسان من حفظ تراثه الثقافي والحضاري.
- اللغة نظام للتعليم والتعلم: يتعلم الإنسان بواسطة اللغة، ويكتسب معارفه وجزءًا كبيرًا من ثقافته وخبراته ومهاراته في العمل والعيش في مجتمعه المحلي والعالمي.
وترى الباحثة بأن للغة دورًا أساسيًا ومهمًا في تكوين الإنسان وبيئته، حيث تمكنه من التواصل مع الآخرين، والتعبير عن أفكاره ومشاعره، كما تساعده على التعلم ونقل المعرفة، وتشجعه على التفكير الناقد، والاندماج في المجتمع وفهم ثقافته، وتحقيق النجاح في جميع جوانب حياته.
مفهوم الهوية:
عرف المعجم الوسيط (1972) الهوية بأنها: هي حَقِيقَة الشَّيْء أَو الشَّخْص الَّتِي تميزه عَن غَيره.
وتتنوع الهوية وتتعدد ومنها: الهوية الثقافية والهوية الدينية والهوية الوطنية والهوية الاجتماعية والهوية القومية، والهوية اللغوية.
وترى الباحثة أن الهوية هي شخصية الفرد التي تنعكس على المجتمع وما يتميز به عن غيره من المجتمعات، كما أنها تعبر عن الانتماء والانحياز للوطن وأفراده من أبناء جنسه بمعتقداتهم وثقافاتهم، بحيث يكون الفرد مؤمنًا بقيمه وعاداته وأصالته، ومتطلعًا لتطويرها، وتنميتها، وإثباتها.
مكونات الهوية:
ذكر رميشي (2023، ص139) بأن الهوية تتشكل من مجموعة العناصر تجعل منها منظومة موحدة ومتكاملة، قابلة للاستمرارية والتطور والتغير تمثلت في الآتي:
- العنصر المادي: ويشمل القدرات والإمكانات الاقتصادية والتنظيمات وحدود الإقليم وجغرافيا الوطن.
- العنصر الثقافي: هي تلك الدلالات والإشارات والرموز المتمثلة في اللغة والدين والعادات والتقاليد والفلكلور الشعبي
- العنصر النفسي والاجتماعي: يتمثل في أسلوب الحياة كطريقة اللباس ونوعه والأكل وطبيعة العلاقات الاجتماعية وتخص الفئات والطبقات الاجتماعية.
- الجانب الروحي: يتعلق بالدين والمذهب وجملة الاعتقادات والتوجهات الدينية السائدة في المجتمع.
اللغة كرمز للهوية الوطنية والوحدة:
تعد اللغة رمزًا حيويًا للهوية الوطنية والوحدة المجتمعية في العديد من الثقافات والمجتمعات حول العالم؛ حيث تمثل وسيلة تعبير وتواصل مع الآخرين، وتعبر عن التراث والثقافة والقيم المشتركة للمجتمع، وتسهم في تعزيز شعور الأفراد والمجتمعات بانتمائهم للوطن وولائهم له، مما يعزز الشعور بالهوية الوطنية والانتماء إلى المجتمع، كما أنها تعبر عن قيمهم وتقاليدهم الثقافية والوطنية، وتعزز الانتماء والولاء للوطن، وتسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وتقوية روابط التضامن بين أفراد المجتمع (البديرات والبطاينة، 2017؛ بريك، 2022).
مكونات الهـوية الوطنية في المملكة العربية السعودية:
أشار الهاشمي (2019، ص5) إلى أنه يمكن تحديد مكونات الهوية الوطنية في المملكة العربية السعودية كما يأتي:
- الدين الإسلامي الحنيف: إن الهوية الوطنية تستمد مكوناتها من الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الحق، فالدين هو المكون الأول لهويتنا الثقافية.
- اللغة العربية الخالدة: إن اللغة تعد ثاني المكونات الرئيسة في الهوية الوطنية، وهي من الركائز الأساسية للوجود العربي، كما أن اتقانها يساعد على الانسجام والتناغم بين أفراد المجتمع الواحد، والحفاظ على الهوية الثقافية والعربية والإسلامية.
- التراب الجغرافي الموحد: إن معرفة حدود الأرض الوطنية وطبيعتها وصفاتها وأهم تفاصيلها يعد من أهم ركائز الهوية الوطنية، فالأرض تلعب دورًا مهمًا في تشكيل هوية الإنسان.
- ذاكرة تاريخيّة وطنية مشتركة: إن التاريخ هو السجل الثابت لماضي الأمة وديوان مفاخرها وذكرياتها، وهو الذي يميز الجماعات البشرية بعضها عن بعض.
- ثقافة شعبية موحدة: إن الثقافة الموحدة مستمدة من الأساس الديني واللغوي للمجتمع الواحد، كما أنها هي العادات والتقاليد العربية الأصيلة التي تميز المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات الأخرى.
- حقوق وواجبات مشتركة: إن من أساسيات الهوية الوطنية معرفة كل فرد من أبناء الوطن ما له من حقوق وواجبات تجاه نفسه، وأسرته، ومجتمعه، ووطنه.
- اقتصاد مشترك: إن الاقتصاد الوطني المشترك السليم هو الذي يرعى أفراد الوطن، ويسهم في رفع مستوى معيشتهم ويضمن لهم حياة رغيدة.
تعزيز الارتباط بين اللغة والهوية :
يتطلب تعزيز الارتباط بين اللغة والهوية جهودًا متعددة ومتنوعة لتعزيز الوعي بأهمية اللغة في تشكيل الهوية والثقافة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير تعليم اللغة، وتوفير برامج تعليمية تركز على تعلم اللغة الأم، وتعزيز الهوية الثقافية، سواء في المدارس أو خارجها من خلال ورش العمل والأنشطة الثقافية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في الفعاليات والمناسبات الثقافية واللغوية التي تعزز الوعي بالتراث الثقافي واللغوي، وتسهم في تقوية الروابط بين اللغة والهوية، وتشجيع الأسر على الحفاظ على استخدام لغتهم الأم في المنزل، وتعزيزها كجزء من الهوية الثقافية، وتشجيع التفاعل بين أفراد الأسرة باستخدامها، ودعم استخدام اللغة الأم في مختلف جوانب الحياة اليومية، مثل العمل والتواصل الاجتماعي والترفيه، مما يعزز ارتباط الفرد بلغته وهويته، وتعزيز التربية الإعلامية والثقافية من خلال توفير الموارد الإعلامية والثقافية باللغة الأم، مثل الكتب والمجلات والأفلام والبرامج التلفزيونية؛ لتعزيز الاستماع والقراءة والمشاهدة باللغة الأم، كما يمكن تطوير الارتباط بين الهوية واللغة من خلال تشجيع التواصل والتعاون مع المجتمعات المهاجرة؛ لتبادل الخبرات والممارسات الثقافية واللغوية، وتعزيز الاندماج الثقافي وتعزيز الارتباط بين اللغة والهوية، وتشجيع الأفراد على استخدام اللغة الأم في الإبداع والابتكار في مجالات مختلفة مثل الأدب والفن والموسيقى (الأنصاري، 2012؛ الثبيتي وآخرون، 2021؛ جفال، 2022).
وترى الباحثة أن تعزيز الارتباط بين الهوية واللغة يتعزز من خلال مبادرات متعددة، يتمثل أهمها في تطوير السياسات التعليمية الداعمة لتعزيز تلك الهوية، من خلال دمج موضوعات الهوية الثقافية واللغوية للمجتمع والوطن في مقررات اللغة العربية وموضوعاتها، وتعزيز ممارساتها العملية وتطبيقها في سياقات حقيقية مرتبطة بالمجتمع وثقافته واهتماماته.
السياسات العامة لتعزيز ارتباط اللغة والهوية:
يتم تعزيز الارتباط بين الهوية واللغة من خلال سياسات الدولة التي تهتم بتوفير برامج التعليم باللغة الأم في المدارس الرسمية، وتوفير الموارد اللازمة لتطوير مناهج تعليمية تعزز اللغة والثقافة الأصلية، وتطوير سياسات تعليمية شاملة تشجع على تعلم اللغة الأم وتعزز الهوية الثقافية من خلال برامج التعليم العام والتعليم العالي، وتشجيع استخدام اللغة الأم في الوسائل الإعلامية، وتمويل البرامج الإعلامية والأفلام والبرامج التلفزيونية التي تستخدم اللغة الأم وتعزز الثقافة والهوية الثقافية للمجتمعات (الأنصاري، 2012؛ الثبيتي وآخرون، 2021؛ شويطر، 2019).
وترى الباحثة أن تعزيز الارتباط بين الهوية واللغة ينبغي أن يكون أحد أهم أسس ومبادئ السياسات التعليمية التي تعمل على تعميق الارتباط بين الهوية بمكوناتها المختلفة وبين اللغة العربية ومكوناتها وممارساتها ومهاراتها المختلفة.
دور اللغة في تعزيز الهـوية:
تؤدي اللغة العربية دورًا حيويًا في تشكيل الهوية الثقافية والدينية للأفراد والمجتمعات في العالم العربي، وتسهم في تعزيز التفاهم والتماسك الاجتماعي بين الأفراد وبين الشعوب العربية، وتأثير اللغة العربية على الهوية الثقافية والدينية يعد عميقًا ومتعدد الأوجه، حيث ترتبط اللغة العربية بشكل وثيق بالثقافة والدين في العالم العربي، فهي لغة القرآن الكريم، وبالتالي فهي لغة الدين الإسلامي، وترتبط بشكل أساسي بالتعبير عن القيم والمفاهيم الإسلامية، كما تعد اللغة العربية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الإسلامية، حيث يتم تداول المفاهيم الدينية والثقافية والأدبية في العالم الإسلامي باللغة العربية، وتكون هذه اللغة وسيلة لانتقال العلم والفكر والتفاهم بين الشعوب الإسلامية، كما يعتبر التراث العربي الإسلامي من أهم المصادر التي تسهم في فهم الإسلام وتاريخه وتعاليمه، واللغة العربية هي الوسيلة الرئيسة للتواصل مع هذا التراث، سواء من خلال النصوص الدينية أو الأدبية أو الفلسفية (الثبيتي وآخرون، 2021؛ رميشي، 2023).
وفي ضوء ما سبق ترى الباحثة أن دور اللغة في تعزيز الهوية يتجلى في التواصل الثقافي من خلال اللغة بين الأفراد، وتبادل المشاعر والأفكار من خلالها، وهو ما يعزز قيم الانتماء والولاء، ويطور من قدراتهم على المحافظة على إرثهم الثقافي، كما أن تعلم اللغة العربية ييسر تعزيز الهوية وترسيخها، مما ينمي قدرات الأفراد على الإبداع والتعبير الفني تجاه أوطانهم، وهو ما يسهم في تعميق الهوية وتعزيز الانتماء للوطن.
تعليم اللغة وتعزيز الهوية:
تعليم اللغة يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية والوطنية للأفراد، ويتعرف الفرد على الثقافة المرتبطة بهذه اللغة، كما أن تعلم اللغة يمكن أن يسهل التواصل مع المجتمع الذي يتحدث هذه اللغة، والمشاركة بفعالية في الحياة اليومية والاجتماعية، ويشعر بالفخر والانتماء لبلده وثقافته. ويتم ذلك من خلال استخدام المواد التعليمية ذات الصلة التي تعكس الثقافة والتراث اللغوي للطلاب، وتشجيع الطلاب على المشاركة في النقاشات والأنشطة التي تتعلق بثقافتهم الأصلية، وتعزيز الاحترام والتقدير للتنوع الثقافي وتشجيعهم على مشاركة تجاربهم الشخصية وفهمهم لثقافاتهم، واستخدام التكنولوجيا بشكل فعّال، والمشاركة المجتمعية وتنظيم الزيارات الميدانية إلى متاحف أو مواقع تاريخية تتعلق بالثقافة الأصلية، وتشجيع التفاعل العابر للثقافات (الثبيتي وآخرون، 2021؛ الهليل، 2022).
مناهج التعليم ودورها في تعزيز الهوية الوطنية:
يعد التعليم أهم مكونات الهوية الوطنية؛ إذ يسهم في غرس قيم الانتماء لدى المتعلمين، وتشكيل الوعي الثقافي بحضارة الأمة وتراثها الثقافي، وعليه فإن النهوض بأي وطن لا يأتي إلا من خلال الاهتمام بالمنظومة التعليمية، وتسهم العملية التعليمية ومناهجها في تعزيز الهوية الوطنية من خلال ما يأتي (الثبيتي وآخرون 2021، ص15):
- التعليم وما يتضمنه من مناهج وأدوات ينهض بمهمة اجتماعية ووطنية، فهو المسؤول عن نقل مختلف أشكال التراث والثقافة إلى أفراد المجتمع لضمان بقاء المجتمع واستمراره عبر العصور.
- التعليم يهدف لتنمية وعي الطلاب بمفهوم الهوية الوطنية، وتعزيز دور الطالب في مواجهة التحديات معتصمًا بهويته العربية الإسلامية.
- التركيز على بناء متعلم قادر على تطبيق المعرفة بضرورة التمسك بالدين الإسلامي واللغة العربية والقيم الراسخة التي بني عليها المجتمع السعودي يعد من أهم عوامل تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء السعودي.
- الاهتمام بتطوير المناهج الدراسية التي تعد وسيلة المجتمعات الحديثة لبلوغ التطور المنشود، وتعزيز دورها في تنمية وعي النشء بحقوقهم ومسؤولياتهم نحو وطنهم والولاء له ولسلطاته الشرعية والدفاع عن وحدته، كما تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية من خلال وثائق المنهج التي تعكس فلسفة صانعي القرار.
- المنهج الدراسي لا يمثل معلومات فقط؛ بل إنه مسؤولاً عن ترجمة الأهداف التربوية للمجتمعات إلى سلوكيات معرفية ومهارية ووجدانية داخل المؤسسة التعليمية، على شكل مخرجات تعليمية تؤكد على الهوية والمواطنة والانتماء.
- اتخاذ الدولة ضمن خطتها التطويرية عددًا من الإجراءات المنهجية؛ لتعزيز الوعي بترابط المجتمع السعودي بما تحمله من مقومات دينية وثقافية تميز هذا المجتمع، وتساعد في الحفاظ على كيانه.
تأثير اللغة على الهوية الشخصية:
تعد اللغة أداة حيوية لتشكيل الهوية الشخصية، حيث تؤثر في كيفية فهم الفرد للذات وللعالم من حوله، وترتبط بشكل وثيق بالانتماء الثقافي والاجتماعي والشخصي، وإن الهوية هي نواة الشخصية الفردية والجماعية، والعامل المحدد لسلوك الفرد وقراراته وأفعاله، وتأثير اللغة على الهوية الشخصية يعود إلى أن اللغة وسيلة رئيسة للتعبير عن الذات والتواصل مع الآخرين، ومن خلالها يستطيع الفرد التعبير عن أفكاره ومشاعره ومعتقداته، وبالتالي يسهم في بناء هويته الشخصية (البديرات والبطاينة، 2017).
وترى الباحثة أن الثقافة والتربية تؤديان دورًا كبيرًا في تشكيل استخدام اللغة ومفاهيمها لدى الأفراد، فمن خلال التربية والتعليم يتعلم الفرد قيمًا ومفاهيم معينة مرتبطة باللغة، وهذا يؤثر في تشكيل هويته الشخصية، وتؤثر اللغة على تشكيل الثقافة الشخصية للفرد وتطويرها، حيث يمكن أن تؤثر مفردات اللغة وتعابيرها وأساليب الكلام على طريقة تفكير الفرد ومواقفه وسلوكياته.
تأثير اللغة على الهـوية الجماعية:
يعد استخدام اللغة الجماعية وتبنيها من قبل أفراد المجتمع عاملاً أساسيًا في تشكيل الهوية الجماعية، وتعزيز الانتماء والتضامن والتواصل داخل المجتمعات، وتؤدي اللغة دورًا مهمًا في تشكيل الانتماء وتعزيز والتفاعل بين أفراد المجتمع، وتؤثر اللغة على الهوية الجماعية من خلال اعتبار اللغة وسيلة رئيسة لتعزيز الانتماء الثقافي، حيث تعكس تعابير اللغة ومفرداتها قيم وتقاليد وعادات المجتمع، ومن خلال استخدام أفراد المجتمع للغة الخاصة بهم فإنهم يشعرون بالانتماء والتمايز والتماسك الثقافي (رميشي، 2023).
وترى الباحثة أن الهوية ترتبط بصورة مباشرة باللغة، وتمثل النواة الحية للفرد والمجتمع، وهي العامل المحدد لسلوكيات الأفراد والمجتمعات وقراراتها، كما أنها تعد المحرك الرئيس للتطور والإبداع، وتعزز الحفاظ على الهوية الشخصية وارتباطها الجماعي الذي تجسد مع مرور الوقت، والتفاعل مع اللغة ومفرداتها.
التطور التكنولوجي وتأثيره على اللغة والهوية:
يعد التطور التكنولوجي جزءًا لا يتجزأ من تطور اللغة والهوية، وقد يكون له تأثير عميق على تشكيل الهوية الثقافية واللغوية وتطويرها في العالم الحديث، ويمثل التطور التكنولوجي عاملاً مهمًا يؤثر على اللغة والهوية بطرق متعددة، وتسهم التكنولوجيا في إحداث تغييرات في الاستخدام اللغوي، وتؤثر على طرق استخدام اللغة، مثل استخدام الرسائل النصية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات في هياكل الجمل واختصارات جديدة ومصطلحات تقنية مختلفة، كما يمكن للتكنولوجيا أن توفر فرصًا أوسع للتواصل مع الناس في أنحاء العالم، مما يعزز استخدام اللغة وتبادل الثقافة، وهذا يمكن أن يعزز الاندماج الثقافي، ويعمق الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة، كما يؤدي التطور التكنولوجي إلى تحسين تقنيات الترجمة الآلية والتعرف على الكلام، مما يجعل التفاعل بين الناس الذين يتحدثون لغات مختلفة أسهل، ومع ذلك، قد تواجه هذه التقنيات تحديات في فهم اللهجات والتعبيرات الثقافية، وقد يؤدي استخدام التكنولوجيا إلى تغييرات في الهوية اللغوية والثقافة؛ حيث يتم تطوير مفاهيم جديدة وتجارب تفاعلية وأساليب تواصل تشكل هوية ثقافية جديدة أو تعزز المزيد من التنوع الثقافي، ويوفر التطور التكنولوجي الوصول السهل إلى الموارد التعليمية بمختلف اللغات والثقافات، مما يعزز فرص التعلم والتفاعل مع اللغات والثقافات المختلفة، ويمكن للتكنولوجيا أن تعزز التفكير الإبداعي والابتكار في استخدام اللغة والتعبير، مما يسهم في تطوير الثقافة وتشكيل الهوية الفردية والجماعية (مالك، 2019).
وللتطور التكنولوجي تأثيرات على ارتباط اللغة والهوية تشمل عدة جوانب، ومن بينها تغيرات في أساليب الاتصال والتفاعل اللغوي، حيث يمكن للأفراد التواصل مع بعضهم البعض عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بسهولة، وهذا قد يؤثر على طبيعة اللغة المستخدمة وعلى نمط التفاعل اللغوي، وبالتالي يؤثر على ارتباط الفرد بلغته وثقافته، وتسهم التكنولوجيا في زيادة استخدام اللغة في السياقات الرقمية، مثل الدردشة عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، وهذا يؤدي لتطور مصطلحات جديدة واستخدامات لغوية مختلفة تعبر عن التكنولوجيا والثقافة الرقمية، ويمكن للتكنولوجيا أن توفر الموارد اللغوية بشكل أكبر وأسرع، مثل الترجمة الآلية والمواد التعليمية عبر الإنترنت، وهذا يسهل على الأفراد التفاعل مع لغات وثقافات أخرى، مما يؤثر على ارتباطهم بلغتهم الأم وهويتهم، وقد يؤدي التطور التكنولوجي إلى تغييرات في الهوية اللغوية والثقافية الفردية، حيث يمكن للأفراد أن يتفاعلوا مع مجتمعات وثقافات مختلفة عبر الإنترنت، مما يؤثر على تشكيل هويتهم اللغوية والثقافية وهو ما يثير تحديات جديدة تتعلق بتطور اللغة وتشكيل الهوية (بن عياش، 2018).
وتبين الباحثة أن تأثير التكنولوجيا على اللغة والهوية قد يؤثر إيجابا أو سلبًا، ويمكن أن يحدث تغييرًا في أنماط الاتصال والتواصل من خلال المنصات الاجتماعية وهو ما يسهم في ضعف استخدام اللغة الأم، وظهور مزيد من الاختصارات والرموز والمصطلحات اللغوية الغير مرغوبة، وتطور المفردات والمصطلحات اللغوية، وتصبح لغة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من هويته الثقافية واللغوية.
اللغـة والإعـلام وأثره على بناء الهوية:
يشكل تفاعل اللغة والإعلام جزءًا أساسيًا من عملية صياغة الهوية الفردية والجماعية، ولهما تأثير كبير على بناء الهوية الثقافية والاجتماعية وتشكيلها للأفراد والمجتمعات، ويقوم الإعلام بنقل الرسائل والقيم الثقافية عبر اللغة المستخدمة في البرامج التلفزيونية والأفلام والمقالات الصحفية والمواقع الإلكترونية، وهذا يسهم في تعزيز الانتماء للثقافة وتعزيز الهوية الثقافية، ويسعى الإعلام إلى تشكيل الصورة الذهنية للهوية عن طريق التصوير والتقارير والبرامج التلفزيونية، وبالتالي يمكن للإعلام أن يؤثر في كيفية رؤية الأفراد لأنفسهم وثقافتهم ومجتمعاتهم، كما يسهم الإعلام في توجيه انتباه الجمهور وتشكيل اهتماماتهم، من خلال استخدام اللغة بطريقة تعكس قيمًا ومعتقدات معينة، كما تستخدم الإعلانات والرسائل التسويقية اللغة بشكل مباشر للتأثير على سلوك المستهلكين وتوجيه قراراتهم الشرائية، وبالتالي يمكن للإعلانات أن تساهم في تعزيز الهوية الثقافية، من خلال ربط المنتجات أو الخدمات بقيم ومعتقدات معينة، كما يمكن للإعلام أن يؤثر في تشكيل اتجاهات الجمهور ومواقفه تجاه قضايا معينة من خلال استخدام اللغة بشكل استراتيجي، وهو ما يعزز الانتماء للهوية الثقافية، وتوحيد الرؤى داخل المجتمع (زاهر، 2017).
وترى الباحثة أن تأثير الإعلام يكون بارزًا في تعميق الارتباط بين الهوية واللغة، ويهدف الإعلام إلى نقل المعرفة والمفاهيم، ويؤثر بشكل كبير على تشكيل المفاهيم اللغوية والثقافية للأفراد والمجتمعات، ويمكن أن يؤدي استخدام اللغة في الإعلام إلى تعزيز بعض المفاهيم والمعاني والقيم، وهو ما يسهم في تشكيل الهوية وتعميقها لدى الفرد والمجتمع.
مشكلات ضعف الارتباط بين اللغة والهوية:
ضعف الهوية اللغوية قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل ومشكلات، ومن بين هذه المشكلات تخلي الأفراد عن استخدام لغتهم الأم لصالح لغة أخرى، سواء بسبب الهجرة أو التعليم أو الثقافة السائدة، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان الاتصال باللغة الأم وتضاؤل القدرة على التواصل بها، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تفرض ضغوط الاندماج الثقافي والاجتماعي على الأفراد التخلي عن لغتهم الأم واعتماد لغة جديدة، مما يؤدي إلى فقدان الهوية اللغوية، كما قد يسهم ضعف التعليم اللغوي في تقليل مستوى اللغة لدى الأفراد، سواءً كان ذلك بسبب نقص الفرص التعليمية أو قلة الاهتمام بتعلم اللغة، وقد يؤدي التعرض لثقافات متعددة والتشتت الثقافي إلى عدم تمكن الأفراد من تطوير هوية لغوية قوية، حيث يمكن أن يصبحوا مترددين بين استخدام لغات متعددة دون تمييز واضح، وفي بعض الحالات، يمكن أن يفضل الأفراد استخدام لغة أخرى على حساب لغتهم الأم، سواءً لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية، كما أن عدم الاهتمام بالحفاظ على اللغة الأم وتعزيزها من قبل الأفراد أو المجتمعات هو عامل آخر يؤدي إلى ضعف الارتباط بين الهوية واللغة للفرد والمجتمع (فرج، 2023؛ جفال، 2202).
ومن أبرز المشكلات التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الارتباط بين اللغة والهوية، وتؤثر على الفرد والمجتمع ثقافيًا واجتماعيًا، نقص الدعم والموارد من الأسرة أو المؤسسات التعليمية أو المجتمعات أدى إلى ضعف الارتباط بين الفرد ولغته الأم وبالتالي ضعف الهوية اللغوية، كما يمكن للمؤثرات الثقافية العالمية كالعولمة وهيمنة وسائل الإعلام والتكنولوجيا والثقافة الشعبية أو العالمية التأثير القوي على استخدام اللغة وبالتالي على الارتباط بين اللغة والهوية، وقد تفرض القيود التشريعية والسياسية على استخدام اللغة الأم في بعض البلدان أو الثقافات تأثيرات مباشرة على الارتباط بين اللغة والهوية؛ مما يؤدي إلى ضعف الارتباط بين الفرد ولغته وتأثيره على الهوية اللغوية، ويمكن أن يواجه بعض الأفراد والمجتمعات التهميش اللغوي حيث يتعرضون لضغوط للتخلي عن لغتهم الأصلية واعتماد لغة أخرى تعتبر أكثر سيطرة أو انتشارًا خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية السريعة (رميشي، 2023؛ البديرات والبطاينة، 2017).
تحديات اللغة والهوية:
تواجه اللغة العربية العديد من التحديات للحفاظ على الهوية الثقافية، وتشمل هذه التحديات ما يأتي (البديرات والبطاينة، 2017؛ فرج، 2023):
- التأثيرات الثقافية العالمية والتحولات الاقتصادية التي تؤدي إلى تقليل الاهتمام باللغة العربية وتفضيل اللغات العالمية الأخرى، مما يزيد من صعوبة الحفاظ على الهوية الثقافية.
- الثنائية اللغوية في البلدان العربية وظهور المدارس الأجنبية وتعليم اللغات الأجنبية بدلاً عن اللغة الأم وهي اللغة العربية وخاصةً في المراحل العمرية الأولى.
- التحولات الاجتماعية والتكنولوجية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي قد يؤدي إلى انخفاض استخدام اللغة العربية في التواصل اليومي، مما يقلل من ارتباط الأفراد بثقافتهم اللغوية والثقافية.
- ضعف الدعم الحكومي لتعليم اللغة العربية وتعلمها سواء في النظام التعليمي أو في السياسات الحكومية، مما يعيق جهود الحفاظ على الهوية.
- انخفاض مستوى فهم اللغة واستخدامها لدى العديد من الأفراد؛ بسبب انخفاض مستواهم اللغوي، مما يقلل من قدرتهم على التواصل باللغة العربية وفهم الثقافة.
- تغيرات في الأساليب التعليمية والتربوية التي تؤثر في استخدام اللغة العربية في المدارس والجامعات، مما يؤدي إلى انخفاض في مستوى التعلم وفهم اللغة العربية وثقافتها.
- تأثير التغيرات الديموغرافية مثل الهجرة والتنوع الثقافي في المجتمعات العربية على استخدام اللغة العربية والتمسك بالهوية الثقافية.
وبشكل عام ترى الباحثة أن الدول العربية تحتاج جهودًا متكاملة ومتعددة المستويات للتغلب على تلك التحديات، وللحفاظ على الهوية الثقافية العربية، بما في ذلك تعزيز تعليم اللغة العربية وتعلمها، وتوفير الموارد اللازمة لدعم الثقافة والتراث العربي، وتشجيع استخدام اللغة العربية في مختلف المجالات الحياتية لمواجهة المشكلات والتحديات الناجمة عن ضعف الارتباط بين اللغة والهوية.
دور المملكة في الحفـاظ على اللغة والهوية العربية:
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا باللغة العربية والهوية العربية، وتسعى جاهدة للحفاظ على هذه القيم الثقافية المهمة في العالم العربي، وتعد اللغة العربية الفصحى لغة رسمية في السعودية، وتُعلم في جميع المدارس والجامعات، كما تستخدم اللغة العربية في جميع المجالات الحكومية والقضائية والإعلامية، وأنشأت كليات متخصصة للغة العربية تهدف إلى نشر المعرفة والدراسات العلمية في مجال اللغة العربية وتعليمها، وتهتم بنشر اللغة العربية لغير الناطقين بها (الثبيتي، 2021).
واهتمت المملكة في التعليم العالي حيث أشار القحطاني (2023) في مقال (اللغة العربية والتعليم العالي في المملكة العربية السعودية) إلى ما يأتي:
- صدور وثيقة سياسة التعليم في عام (1390هـ) لتكون ترجمة عملية ووثيقة علمية تربوية لنظام التعليم وأهدافه في المملكة، وكان من أهدافه تنمية القدرة اللغوية التي تغذي اللغة العربية وتساعد على تذوقها وإدراك نواحي الجمال فيها أسلوبًا وفكرًا.
- إنشاء أول كلية تعنى بتدريس اللغة العربية عام (1374هـ) وازداد التوسع في افتتاح كليات اللغة العربية مع ازدياد عدد الجامعات حتى بلغ (25) جامعة سعودية حكومية.
- إنشاء ثلاثة معاهد متخصصة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
- إنشاء كراسي علمية للدراسات العربية والإسلامية في عدد من الجامعات العالمية المرموقة لخدمة اللغة العربية.
كما تهتم المملكة أيضًا بتنظيم العديد من المبادرات والفعاليات التي تهدف إلى تعزيز اللغة العربية والهوية العربية ودعمها، وعلى سبيل المثال، إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بهدف خدمة اللغة العربية، ونشرها، والمحافظة عليها، وتعزيز دورها في مختلف المجالات إقليميًا وعالميًا، وتعزيز إسهامها الحضاري والعلمي والثقافي، وإمكاناتها بالوسائل المختلفة، وليكون الجهة الرسمية السعودية التي تتولى الشؤون اللغوية، وسياساتها وبرامجها، وتتولى العمل الدولي المرتبط بها، وأطلق مجمع الملك سلمان مؤشرًا للغة العربية، وهو مقياس كمي وكيفي يهدف إلى رصد واقع اللغة العربية في العالم، ويمثل أحد أهم الركائز الإستراتيجية لتعزيز الهوية الوطنية من خلال زيادة مستوى الاستخدام والإتقان والمحتوى الأصلي باللغة العربية لتعزيز الشعور بالانتماء والهوية الوطنية، ويمثل أحد أهم مجالاته قطاع البرامج الثقافية الذي يقدم أفكارًا متنوعة؛ لتثبيت الهوية اللغوية في الفضاء الاجتماعي، ولتعزيز مكانة اللغة العربية في نفوس أبنائها؛ انطلاقًا من الوعي بأن العربية جزء من الهوية والثقافة، ويعمل هذا القطاع على مستوى البرامج طويلة المدى والبرامج والفعاليات القصيرة، ويهدف إلى تقديم عمل لغوي ثقافي جذاب ومبتكر، وأطلقت جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في 20 مارس 2022م، بوصفها إحدى المبادرات الأساسية، التي تسعى إلى خدمة اللغة العربية وتعزيز الهوية العربية، وتشمل المهتمين باللغة والهوية الثقافية من الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة، وتتضمّن الجائزة أربعة فروع، هي: التعليم، وحوسبة العربية، والبحث العلمي، ونشر الوعي اللغوي (مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، 2024).
المراجع:
الأنصاري، ندى. (2012). سياسة التعليم لتعزيز الهوية الوطنية في العراق. مجلة العلوم السياسية، (44)، 103-112.
البديرات، باسم، والبطاينة، حسين. (2017). اللغة وأثرها في تجذير الهوية العربية والإسلامية في عصر العولمة. مجلة مقاليد، (10)، 33-47.
بريك، حمزة. (2022). أثر تعليمية اللغة العربية في ثبات الهوية الوطنية – دراسة سوسيو ثقافية. دراسات معاصرة، 6 (2)، 21-28.
بن عياش، سمير. (2018). التكنولوجيا وأثرها على الهوية الثقافية للشباب العربي. المجلة المصرية لعلوم المعلومات، 5 (1)، 317-348.
الثبيتي، نايف. والمكي، محمد، ومحمود، محمد، وعبد العزيز، عواض، وأبو رحمة، إياد، والشوادفي، أحمد. (2021). توظيف اللغة العربية في تعزيز الهوية الوطنية لدى النشء في ضوء الرؤية الوطنية للمملكة 2030 قراءة في مناهج اللغة العربية للمرحلة الابتدائية بالمملكة العربية السعودية. مجلة مركز الخدمة للاستشارات البحثية. 23 (65)، 7-42.
رميشي، ربيعة. (2023). دور اللغة العربية في تنمية الهوية الوطنية. مجلة القارئ للدراسات الأدبية والنقدية واللغوية. 6 (1)، 133-148.
زاهر، ضياء الدين. (2017). اللغة ومستقبل الهوية: التعليم نموذجا. مكتبة الاسكندرية.
شويطر، حياة. (2019). السياسة التعليمية الجزائرية وأثرها في تثبيت عناصر الهوية الوطنية. مجلة المزهر أبحاث في اللغة والأدب. 1 (1)، 265-274.
عمر، أحمد مختار عبد الحميد. (2008). معجم اللغة العربية المعاصرة. عالم الكتب.
فرج، يوسف. (2023). أثر اللغة العربية في بناء الهوية العربية في مصر. آفاق اجتماعية، (5)، 27-30.
القحطاني، سعيد سعد هادي. (2023) اللغة العربية والتعليم العالي في المملكة العربية السعودية. كلية التربية جامعة الملك خالد.
مالك، حسن. (2019). الضعف اللغوي في شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيره على الهوية اللغوية في العالم العربي. مجلة مداد الآداب، 13(2)، 213-228.
مجمع اللغة العربية. (1972). المعجم الوسيط. مجمع اللغة العربية بالقاهرة. https://shamela.ws/book/7028
مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية. (2024). عام / مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يطلق “مؤشر اللغة العربية”. https://www.spa.gov.sa/N2055166
جفال، منال. (2022). اللغة والهوية في الجزائر رؤى سوسيولوجية وتربوية معاصرة. مجلة التكامل، 6(13)، 80-94.
الهاشمي، خلد. (2019). تعليم اللغة الأجنبية وأثره على الهوية الوطنية. المجلة الإلكترونية الشاملة متعددة التخصصات، (14)، 1-22.
الهليل، نورة. (2022). مدى تعزيز الهوية السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030 بمقرر اللغة الانجليزية للصف الأول المتوسط بمدينة الرياض. مجلة كلية التربية بجامعة المنصورة، (118)، 1640-1671.
بحث جيد ،بس لم تطترق الي الغة العربية المرتبته بالدين .
شكرا جزيلا على هذا البحث الهام جدا
موضوع مهم جدا ، يمس في صميم مشاكل حياة الناس على مستوى التربية والتعليم، ، إذ أن اهتمام بالهوية بمعناه الواسع أمر ضروري للغاية بالنسبة للإنسان العاقل ليقف على طرح سؤال من هو،? فتأتي اللغة لتساعد ه على جواب لهذا السؤال. فشبابنا اليوم يغيب عنهم هذه الحقيقة بشكل كامل،فمثل هذه الموضوعات تحرك نوعا ما مشاعرهم تجاه العناية بها في مسير حیاتهم العلمیة. والأدبية. شكرا على هذا الجهد .