ماذا نعني بإهانة الطلاب ؟
مازال البعض منا يتذكر لحظة من اللحظات التي قد يكون تعرض فيها للإهانة و الإحراج من طرف معلمه عندما كان طالبا، و الأثر العميق الذي أحدثته تلك الحادثة في نفسيته، و كيف رافقه هذا الأثر طيلة حياته، فماذا نقصد إذن بإهانة الطلاب ؟و ما أسباب هذه الظاهرة ؟ و كيف يمكن تجنبها ؟
أ- تعريف إهانة الطلاب
يمكن تعريف إهانة الطلاب بأنها تصرف عدواني يمارسه المعلم تجاه طلابه بقصد أو بغير قصد، و يؤدي إلى الحط من قدرهم و المس بكرامتهم أمام زملائهم .
وعلاوة على ذلك، و حسب سميث و تايلر Smith &Tyler ، فإن إهانة الطلاب لها بالضرورة بعد اجتماعي : “الاحترام هو في الواقع اعتراف اجتماعي: وهذا يمثل تقييم جماعة بأكملها، وليس مجرد رأي شخص واحد. »
عالم الاجتماع بيير ميرل Pierre Merle وصف بدوره إهانة الطلاب على النحو التالي:
“إهانة الطلاب نوع من أنواع التسلط: إنها نابعة من استبداد المدرس، و هي أيضا شكل من أشكال الهيمنة. و من خصائص هذا السلوك: الإذلال و غياب الاحتكام إلى سيادة القانون »
ب- أسباب إهانة المعلمين للطلاب
يقول الدكتور Dr. Richard Curwin :
” في الشهر الماضي، ارتكبت خطأ إحراج طالبة مما جعلها تقول لي لاحقا أنها كانت أسوأ لحظة في مسارها الجامعي . بعد الصدمة التي أحدثها سماع قصتها، أدركت أنه و على الرغم من أنني كنت حريصا على مصلحتها، إلا أن الطريقة التي تصرفت بها كانت بالتأكيد مؤذية. “
تكمن خطورة إهانة الطلاب في امتداد أثرها عبر الزمن، ليؤثر و يوجه سلوك الطالب، و يؤثر في طريقة اتخاذه للقرارات الهامة في حياته، هذا بالإضافة للقطيعة التي قد يحدثها بين المتعلمين و المدرسة كمؤسسة تربوية و تعليمية. فما هي إذن أسباب هذه الظاهرة ؟
إن إهانة الطلاب سلوك سلبي تختلف أسبابه من حالة إلى أخرى، فيمكن أن يكون الدافع وراء هذا السلوك هو رغبة المدرس في السيطرة على طلابه، عن طريق تخويفهم من الإهانة أمام زملائهم، كتعبير عن يأسه و افتقاره لمهارات الإدارة الصفية الفعالة. كما يمكن أن يكون سلوك العنف الذي تعبر عنه إهانة الطلاب، يخفي وراءه رغبة نفسية في التعويض عن افتقار المدرس للثقة بالنفس. من جهة أخرى، يعتقد بعض المعلمون أنهم يمتلكون الحق في إذلال الطالب لأن الطالب نفسه يستحق ذلك. كما يعتقد آخرون أنه و مادام الطلاب في كثير من الأحيان يهينون أنفسهم، وخاصة على الانترنت، فإن هؤلاء لن يمانعوا في التعرض للإهانة ، بل إن البعض منهم قد يصل إلى درجة التلذذ بالإهانة.
و علاوة على ما تقدم، يمكن أن يكون وراء إهانة المدرس لطلابه العديد من الأسباب الأخرى، نذكر منها :
- انتشار ثقافة العنف و التسلط و الإهانة في الوسط الاجتماعي الذي تنتمي إليه المدرسة.
- ضعف التكوين التربوي و العلمي للمربين، مما يجعلهم غير مؤهلين للتعامل مع الفئات العمرية المختلفة بأسلوب علمي و تربوي.
- تأثير الظروف الاجتماعية و الاقتصادية للمعلم على طريقة تعامله مع المتعلمين.
- غياب ثقافة الديموقراطية و الحوار الموضوعي و الإقناع في توجيه الطلاب وتعليمهم.
- عدم إلمام المعلم بقواعد النمو السليم وبحاجات التلاميذ وإمكاناتهم.
إن المدرسة و هي تتبع أسلوب العنف و الإهانة تجاه التلاميذ، فإنها تبتعد بذلك كل البعد عن هدفها المتمثل في بناء جيل من المواطنين الأسوياء الصالحين، و تنشئ بدلا من ذلك جيلا من الفاشلين و المرضى النفسيين. لذلك و لخطورة الموقف، نقترح عليكم حزمة من النصائح التي ستجنبكم إهانة الطلاب بشكل مقصود أو غير مقصود، فالنتيجة تبقى دائما هي نفسها في كلتا الحالتين.
ج- الوقاية و العلاج
العديد ممن سيقرؤون هذا المقال، يستطيعون التأثير في المعلمين الآخرين، سواء بطريقة رسمية (مدير، مشرف، مسؤول..) أو غير رسمية ( زميل، صديق.. )، فنحن جميعا بحاجة إلى استخدام نفوذنا و تأثيرنا على الآخرين لتوفير ملاذ آمن لجميع الطلاب بغض النظر عن سلوكهم. وهناك عشرات الطرق لتجنب إهانة الطلاب، أو لإصلاح ما نسببه للطلبة من إهانة أو إذلال، سعيا للرقي بالعلاقة الصفية إلى مستوى التربية و التعليم . و فيما يلي 11 نصيحة فعالة لتجنب إهانة الطلاب :
1- حاول دائما أن يتم التواصل بينك وبين طلابك بصفة شخصية و سرية عندما تتحدث عن مشاكل السلوك أو التقدم الدراسي.
2- تحقق بواسطة التغذية الراجعة من أن ما فهمه الطالب من حديثك معه، مطابق تماما لما قصدته، و ذلك لتجنب أي تحريف أو تأويل يمكن أن يعكر صفو العلاقة بينكما.
3- تجنب السخرية من الطالب، حتى لو كان الآخرون يقومون بذلك، فالطلاب في كثير من الأحيان يحاولون حفظ ماء الوجه عن طريق إخفاء شعورهم بالإهانة.
4- إيلاء اهتمام كبير للغة الجسد. ففي كثير من الأحيان، تتناقض أقوال الطالب مع مشاعره الحقيقية، فإذا أظهر الطالب انزعاجه من تصرف ما، أو تموقع في وضع دفاعي، أو مال للانسحاب، فحينها، يجب أن تعيد النظر بجدية في اٌقوالك و أفعالك تجاهه.
5- إذا لاحظت أي تغيير مفاجئ في سلوك الطالب، وخاصة عند ظهور مؤشرات التراجع، فأعد النظر في سلوكك تجاهه للتأكد أنك لم تقم بإهانته، حتى عن غير قصد.
6- لا تكتب أبدا اسم الطالب في مكان عام.
7- لا تبالغ في الثناء و الإشادة بطالب معين قصد دفعه لأداء مهمة بسيطة، فهذا يجعله يشعر أنك تشكك في قدرته على أداء هذه المهمة.
8- اطرح أسئلتك على جميع الطلاب، و إذا أعطى أحدهم إجابة خاطئة، فلا تقل: “هل يستطيع أحدكم مساعدته للتوصل للإجابة الصحيحة ؟” بدلا من ذلك، اسأل الطالب ما إذا كان يريد أن يختار طالبا آخر ليكون مستشارا له.
9- تواصل مع طلابك و اطلب منهم أن يخبروك ( مباشرة أو كتابة ) عن أي تصرف يعتبرونه مهينا أو محرجا في الصف، ثم قم بمراجعة تصرفاتك و سلوكك تجاههم على ضوء إجاباتهم الفردية.
10- أعط طلابك حق التمرير pass عند دعوتهم للإجابة.
11- حدث طلابك بقصتك حينما كنت في مثل سنهم و كنت تشعر بالإهانة و الإحراج من تصرفات معلميك، و ناقش ذلك معهم، واستمع إلى اقتراحاتهم حول ما كان بإمكانك القيام به وقتها لمعالجة الأمر، لينتهي بكم المطاف مع ملصق تعليمي تتفقون على تسميته: “عندما تشعر بالإهانة، يمكنك …” مع قائمة بأفضل اقتراحات طلابك .
كل طالب في المدرسة يستحق الشعور بالأمان العاطفي من الإحراج و الإهانة سواء من قبل المعلمين، أو كذلك من قبل الطلاب الآخرين. و عندما ينتهك هذا الحق، فليس الأداء المدرسي وحده الذي يتاثر، بل مستقبل الطالب ومعه جيل بأكمله يبقى رهينا بهذه التصرفات اللاتربوية، لدى عليك أخذ الأمر بجدية و استحضار هذه النصائح و معالجة الأمر قبل فوات الأوان.
مقالة ممتازة لكن اريد كثير من المعلومات حول كيفية التعامل مع الطلبة وشكرا على هذة المجهود الرائع ودائما المزيد من المعلومات المفيدة
شكرًا سيدي على هذه النصائح القيمة لكن اليوم الاستاذ هو الذي يتعرض للإهانة والتعنيف من قبل مشاغبين بل وصل بهم هذا تصويرهم في اليوتوب وشكرا جزيلا
المطلوب أيضا من الأساتذة أ ن لا يفرطوا في المدح و الثناء على الطلبة المتفوّقين داخل الصّف دون ذكر محاسن الأخرين حتّى لا تحدث التفرقة و الكراهية فيما بينهم
والنّصيحة أمام الملا فضيحة
موضوع مهم للغاية و الكثير من المربين و المدرسين يغفل أهميته, الإهانة من الأمور التي تؤثر على مردودية المتعلم داخل الفصل و خارجه
انا اردت ان اشارك انني طالبة و اني اتعرض للتنمر من قبل اغلب المعلمين الى ان اصبحت مكتأبة, مدمرة.
ولا يزالون مستمرين فماذا افعل؟