ماذا سيكون رد فعلك لو وجدت طالبا نائما على الطاولة داخل الفصل الدراسي؟ هذا هو ما ستحاول هذه المقالة الجواب عليه. فأن تكون مدرسا ناجحا لا يعني أنك ستكون بمنأى عن بعض المشاكل التي قد تصادفك أثناء سير الدروس داخل الفصل، ويعد الملل الذي ينتاب بعض الطلاب أحد هذه المشاكل التي قد تؤرق بال المعلمين فيجد المعلم نفسه أمام طالب غير مهتم بالدروس و بزملائه أيضا ،قد يصل مداه إلى أن ينام على طاولته أو ما يصطلح عليه the hibernator.
استخدام التعلم النشط لإشراك الطلاب
ولحل مثل هذه المشاكل ،يلجأ المدرسون لبعض وسائل تحفيز الطلاب و تنويع تقنيات التنشيط و العمل داخل الفصول الدراسية ،وفي هذا السياق تم إجراء العديد من الأبحاث و منها ما قامت به جامعة مينيسوتا الأمريكية The University of Minnesota و التي خلصت إلى ضرورة تبني المدرسين لنموذج التعلم النشط و التدريس الفعال المتمثل في عدة نقط منها:
– الالتزام باستخدام التعلم النشط و التواصل الفعال
– بدء تنفيذ هذه الاستراتيجيات مباشرة مع بداية كل موسم دراسي
– شرح سبب استخدام التعلم النشط وكيف يمكن أن يستفيد منه الطلاب
– إعطاء توجيهات واضحة و تحديد دقيق للأهداف و المدة الزمنية و الإجراءات …
– إشراك الطلاب في التعليم
– جعل التعليمات في مكان يظل أمام مرأى التلاميذ ليتم الرجوع إليها عند الحاجة
– تقسيم الطلاب إلى مجموعات
– الانطلاق من استراتيجيات أبسط كدروس الكتابة ثم الانتقال إلى أنشطة أكثر صعوبة
أفكار تستحق التجريب للتغلب على هذه الظاهرة
إشراك الطلاب و المتعلمين في بناء الدروس هو أفضل وصفة لحل مشكل ملل الطلاب داخل الفصول الدراسية وزيادة أداءهم .فقد أصبح من البديهي أن يركز المدرسون على تطوير وتنويع أساليب التدريس للرفع من أداء الطلاب و مردوديتهم ،ولتحقيق ذلك لابد من التركيز على التعليم التفاعلي:
1 – الأسئلة الأساسية: مع بداية كل حصة يجب على المدرس أن يحدد الهدف من الدرس عبر طرح سؤال أساسي واحد ينبغي على الطلاب الإجابة عليه عند نهاية الحصة.كما يجب على المدرس أن يتأكد من أن السؤال المطروح هو الغاية التي يجب أن تتحقق من هذا التعلم ،و لكي تكون هذه الاستفسارات فعالة، ينبغي أن تلزم الطالب باستعمال التحليل و التطبيق و استدعاء مهارات متعددة و لا تعتمد على جانب واحد من التعلم.
2 – استراتيجية فعالة: دفع الطلاب إلى التفكير بنشاط و البقاء مركزين على المواد الدراسية المقررة في اليوم. و قد يستعمل بعض المعلمين وسائل تحفيز و إثارة متنوعة كمقاطع الفيديو لإشراك الطلاب في الدروس بشكل مباشر و إبقاءهم منتبهين طيلة الحصة.
3 – المفردات ذات الصلة: الاقتصار ما أمكن على المفردات المناسبة للطلاب ، مع ضمان أن يتم استخدامها بشكل فعال في السياق. كما يجب على الطلاب التفاعل مع الكلمات طوال الدرس.و على المعلمين أن يحرصوا على استعمال استراتيجيات متجددة لتدريس المفردات ، بما في ذلك الرسوم البيانية أو إنجاز تجارب معينة.
4 – محاضرات قصيرة : التركيز على محاضرات قصيرة المدة تتراوح بين 12 و 15 دقيقة،لينخرط الطلاب بعد ذلك في نشاط سريع . مع الحرص على التناوب بين القراءة و الأنشطة الطلابية مثل أنشطة التحويل أو رسم صورة أو تلخيص و وصف المحاضرة أو المناقشة مع الطلاب الآخرين.
5 – المخططات الرسومية: مساعدة الطلاب على فهم و تصور و تصنيف ما يتعلمونه عبر خطاطات مبسطة . احرص دائما كمدرس على ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة و لا تتردد أيضا في استخدام الرسوم البيانية الملونة على أجهزة الكمبيوتر.
6 – تشجيع حركة الطلاب: من أهم الأفكار لإبعاد الملل عن الطلاب حيث ينبغي إشراك الطلاب في الدروس من خلال أنشطة بدنية بسيطة كالتنقل بين المجموعات أو حركة ” الإبهام إلى الأعلى ” أو ” الإبهام للأسفل “للتعبير عن القبول أو الرفض أو اعتماد حركات الجسم للإجابة على الأسئلة التي تتطلب أجوبة بسيطة كاعتماد حركة الرأس للنفي أو التأييد.
7 – تنمية مهارات التفكير: استخدام أسئلة مركبة و على قدر كبير من الدقة أثناء الدرس لتشكل تحديا للطلاب. مع ضرورة تنويع طرق الإجابة : عبر أجوبة كتابية أو المناقشة مع طالب آخر أو من خلال الواجبات المنزلية.
8 – التلخيص : ختم الدرس بملخص لتقييم الطلاب من خلال إجاباتهم على السؤال الأساسي.لترى مدى تحقق أهداف الدرس ويكون ذلك باستخدام مجموعة متنوعة من التقييمات الموجزة أو الأنشطة القصيرة أو المناقشات أو الرسوم التوضيحية.
9 – الأنشطة الصارمة: تصميم أنشطة صعبة تتطلب تركيزا عاليا للقضاء على الوقت الضائع.
10 – مناهج دراسية تتمحور حول الطلاب: لا يختلف اثنان أن الطلاب هم محور الاهتمام في التعليم و التعلم .ولهذا جاء استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية كأداة لإشراك الطلاب ومساعدتهم من خلال تطبيقات مساعدة على التعلم . ليتحول دور المدرس من مصدر للمعرفة إلى مُسَيّر و مُيسّر.
جعل الطلاب في وضع التعلم
على العموم لابد للمدرسين ( على اختلاف المستوى الذي يدرسونه وعلى اختلاف المادة المدرسة ) أن يصادفوا هذا النوع من الطلاب طلاب يمكن وصفهم بالمتوقفين stalled ليس لديهم أي تصور للمكان حيث يوجدون و لا ما يريدون و لا طاقة لهم للقيام بأي شيء.مثل هؤلاء الطلاب غالبا ما يفتقرون إلى الإحساس بالهدف ونادرا ما يشعرون بقيمة ما ينجزون من مهام.
كخلاصة إذن، و لمواجهة مثل هذه العوائق التي تحول دون تعليم جيد ليس أمام المدرسين من حل سوى استعمال استراتيجيات التعلم النشط و الأنشطة المعتمدة على التعليم التفاعلي و بتعبير أبسط على المدرسين أن يتأكدوا من تفاعل الطلاب المستمر مع الدرس طيلة المدة الزمنية المخصصة له مستعنين في ذلك بالأفكار التي ذكرناه أعلاه.
ابداع
أفكار تستحق التطبيق.
موضوع رائع يستحق القراءة
وموقع يستحق المتابعة
مشكورين على جهودكم
ابداع
أحسنت صنيعا وجهود ملموسة
جهد ملموس وفعال
بارك الله فيك استاذ
مواضيعك رائعة
هل تسمح لي بالاستفادة من مقالاتك بأن اضعها في مطويات وأقوم بتوزيعها للمعلمات
انتظر الرد
أخت نورة لا مانع من ذلك لكن أرجو ذكر المصدر
موقع رائع