أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باراك أوباما الأسبوع الماضي عن مبادرة جديدة لدمج التقنية في التعليم الأمريكي وتطوير تقنياته المتنوعة. أطلق عليها “مبادرة توصيل البيت الأبيض the White House’s ConnectED initiative” . وتبلغ التكاليف الأولية لمشروع المبادرة أكثر من 3 ملايير دولار، تلتزم بتقديمها لجنة الاتصالات الاتحادية والعديد من الشركات الأمريكية المتخصصة في التقنية.
وقال أوباما أن المبادرة تهدف إلى سد الفجوة التقنية في المدارس الأمريكية، وربط المتعلمين بالعالم الرقمي وفضائهم الخارجي، سواء كانوا يعيشون في المدن الأمريكية الكبرى أو في الضواحي الهادئة أو الأرياف. هي إذن خطوة جديدة لتطوير التعليم الأمريكي عبر تقنيات حديثة تتيح للأجيال الناشئة قدرات لم تكن متاحة في الماضي. ويستفيد من هذا المشروع 20 مليون طالب مسجلون في المدارس الحكومية ويبدأ من مرحلة الحضانة إلى أن مرحلة التعليم الثانوي.
وإضافة إلى التزام لجنة الاتصالات الفدرالية بملياري دولار كدفعة أولى لتوفير درجة عالية السرعة من الوصول إلى الإنترنت ذات النطاق العريض لفائدة 15 ألف مدرسة، فإن وزارة الزراعة توفر أكثر من 10 ملايين دولار في شكل منح للتعلم عن بعد للمدارس الريفية.
ستساهم الشركات التقنية الأمريكية بأكثر من 750 مليون دولار عبر خدمات وتجهيزات لفائدة المدارس. حيث تعهدت شركة التفاحة المقضومة أبل Apple بتوفير أكثر من 100 مليون دولار، إذ ستزود المدارس بأجهزة الآيباد والماك بوك وغيرها من الخدمات والأجهزة. أما مايكروسوفت فقد التزمت بتوفير 12 مليون نسخة من الرخص الخاصة بحزمة الأفيس Microsoft Office مجانا للطلاب في المدارس المؤهلة ذات الدخل المنخفض.
في حين أن شركة Sprint ستوفر الإنترنت اللاسلكي لأزيد من 50 ألف من الطلاب ذوي الدخل المنخفض، وشركتا AT&T و Verizon ستتبرعان بمئة مليون دولار لتوفير التطوير المهني للمعلمين وتدريبهم على استخدام التقنية بشكل صحيح في ممارستهم المهنية.
يقول نائب رئيس قطاع التعليم بشركة مايكروسوفت في إحدى تدويناته: “مع الأسعار التنافسية الجديدة إلى جانب البرامج و الخدمات التي تقدمها المبادرة، لا يمكن للمدارس إلا أن تضع هذه الأدوات التقنية في أيدي طلابها، ولن نجد أفضل من التقنية لتعزيز عمل معلمينا وخلق تجربة تعليمية أكثر نشاطا وجذبا للطلاب..”
وتشير تقديرات الخبراء أن التنفيذ الحقيقي والكامل لأهداف المبادرة قد يكلف ما بين 4 مليارات و 6 مليارات دولار، وحتى مع ضخ التمويل اللازم من لجنة الاتصالات الفدرالية والشركات الخاصة، فإن مصادر بقية التمويل مازالت غامضة إذا استثنيت مداخيل فواتير الإنترنت.
ولمزيد من التفاصيل حول هذا المشروع الهام جدا للتعليم الأمريكي، إليكم هذا التقرير من قناة الحرة:
إن استخدام الطلاب والمعلمين للأجهزة المتطورة الحديثة وربطها بالإنترنت فائق السرعة والشبكات اللاسلكية، ليس ترفا استهلاكيا أو ممارسة تربوية كمالية، بل هو ضمان لحكامة جيدة في تدبير قطاع التعليم، وصناعة متقدمة لجيل المعرفة وتكنولوجيا المعلومات ذات العلاقة الوطيدة بالتفوق الصناعي والنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.
يقع هذا في الولايات المتحدة التي حققت سبقا تاريخيا و ريادة كبرى في تكنولوجيا التعليم، وهي بحق مركز عالمي لتقنيات التعليم وموطن أبرز الخبراء والمنظرين المتخصصين في هذا المجال. وهي بهذه المبادرة لا تسعى إلى دمج التقنية في تعليمها فقط بل تتعداه إلى دعم تعليمها المدمج بنماذج تقنية جد متطورة. ورغم أنها تتفوق في مجالات العلم والتقنية على كل منافسيها، إلا أن استشرافها للمستقبل يجعلها تخاف على مكانتها أمام صعود منافسين أقوياء.