مفهوم العمل:
العمل كما جاء في القاموس: هو المهنة والفعل وجمعه أعمال وأعمله واستعمله غيره واعتمل عمل بنفسه. ولغة: المهنة، والفعل عن قصد.
مفهوم المهنة:
لغة: العمل، والعمل يحتاج الى خبرة ومهارة.
اصطلاحا: مجموعة من الأعمال التي تتطلب مهارات معينة يؤديها الفرد من خلال ممارسات تدريبية.
مفهوم الحرفة:
لغة: من الاحتراف
اصطلاحا: عمل يمارسه الإنسان يحتاج إلى تدريب قصير.
مفهوم الوظيفة:
لغة: ما يقدر من عمل أو طعام أو رزق وغير ذلك في زمن معين وتأتي بمعنى الخدمة المعينة.
اصطلاحا: وحدة من وحدات العمل تتكون من عدة أنشطة مجتمعة مع بعضها في المضمون والشكل ويمكن أن يقوم بها موظف واحد أو أكثر. (السكارنه، 2009، 26-27)
مفهوم القيادة:
يمكن تعريف القيادة بأنها أحد الأنشطة الإيجابية التي يمارسها فرد من الأفراد ويتخذ ذلك بقرار رسمي، كما أنه من متطلبات القيادة أن تتوفر لدى ذلك الفرد السمات والخصائص القيادية، مما يؤهله للإشراف على مجموعة من الأفراد الآخرين لتحقيق أهداف محددة سلفاً، ومستخدماً سلطته عند الضرورة.
كما يمكن تعريف القيادة الفعالة بأنها محصلة التفاعل بين القائد ومرؤوسيه في المواقف التنظيمية المختلفة.
ويعمل القائد على دفع وتشجيع الأفراد نحو إنجاز أهداف معينة، ويفرق وايت بين نوعين من القيادة هما: نوع يعتمد على الإقناع وتتميز بشخصية القائد نفسه، والنوع الآخريقوم على التخويف والتهديد وتستمد قوتها من السلطة الممنوحة لذلك القائد.
ومن التعريفات الأخرى للقيادة بأنها ” قدرة الفرد في التأثير على فرد أو مجموعة من الأفراد والعمل على توجيههم وإرشادهم بهدف حثهم على التعاون وتحفيزهم على العمل بأقصى كفاءة ممكنة من أجل تحقيق الغرض المنشود.
وتجدر الإشارة الى أن القيادة يجب أن تهتم وتحرص على تفهم المشكلات والصعوبات التي يعاني منها المرؤوسون، من خلال تأثير السلوك الإيجابي للقائد عليهم ودفعهم إلى التقدم في الإنجاز وتجاوز تلك الصعوبات.
أخلاقيات العمل في الإسلام:
يرى الإسلام أن كل وظيفة يعمل فيها العامل المسلم بنية صالحة لبناء مجتمع إسلامي أو خدمة للمسلمين تعتبر حرثاً للآخرة، سواءً كانت الوظيفة شرعية أو علمية أو صناعية أو إدارية أو تربوية أو غيرها، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) رواه البخاري.
وكذلك حث على أن خير الكسب هو الكسب من عمل اليد، حيث جاء في الحديث الشريف (ما أكل أحد طعاما خير له من عمل يده). (الكبيسي وآخرون، 2012)
أخلاقيات العامل:
عليه أن يتحلى بأخلاقيات وآداب خاصة يجب أن يتمثلها وهو يعمل ومنها:
- الإيمان بالعقيدة: ومن لادين له لا أمانة له، ولما كان حب الوطن من الإيمان فقد يسهل على المارق أن يخون وطنه.
- الأمانة: وهي من أهم أخلاقيات المسلم.
- التعاون: إن تحقيق روح التعاون في العمل بين العمال ضرورة لازمة، ذلك أن بعض الأعمال لا تتم إلا بالتعاون فإن أحجم العامل عن تعاونه مع زمليه عرقل مسيرة العمل.
- الإخلاص: وهو أن يبذل مافي وسعه من عقل ومقدرة ويعمل بإخلاص.
- التعفف: وهو أن يبتعد عن استغلال عمله لأهدافه الخاصة وأن ينزه نفسه عن السرقة او الابتزاز والاختلاس.
- الإحساس بالمسؤولية: حيث يجب على العامل أن يعتبر مايقوم به واجب عليه من غير أن ينتظر رقيبًا أو معاتبًا فيعمل وكأن العمل له.
أخلاقيات مدير المؤسسة:
المدير صورة مثالية لموظفيه وعماله فحين تختار المؤسسة مديرًا لها يجب أن تحسن اختياره من حيث امتثاله لأنظمة المؤسسة وتخصصه المفيد وحيويته الفائقة ليكون قدوة لمرؤوسيه، ففي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة”.
وحين يعين مدير في المؤسسة، يكون معبئاً بموروثات ثقافية إيجابية أو سلبية، وواجب المؤسسة أن تنبه المدير إلى ضرورة مراعاة الأخلاق الإيجابية وعدم مخالفة قوانين المؤسسة ولا قوانين الدولة، وألا يخالف عادات المجتمع وتقاليده بما في ذلك الشعائر الدينية لأنه صورة نموذجية للموظفين والعمال، كما عليه أن يساير التطور والحداثة في العمل وأن يحسن التعلم من رؤسائه وتعليم مرؤوسيه.
أخلاقيات مدير دائرة حكومية:
لا تختلف أخلاقيات مدير مؤسسة خاصة عن مدير في دائرة حكومية إلا بما يخص الجو الذي يعمل فيه كل منهما ومستوى العمل الذي يخضع فيه المدير لأعراف كل بيئة، ذلك أن مدير المؤسسة قد لا يلقى مراجعين بالكثرة التي يلقاها الآخر ولهذا قد نجد بعض الأخلاقيات تختلف بين هذا وهذا.
فمن أخلاقيات هذا المدير:
- أن يكون نموذجاً للمدير الصالح في سلوكه وتعامله مع الموظفين والمراجعين ليكون صورة نموذجية يحتذي بها مرؤوسوه.
- أن يحافظ على حقوق المراجعين ويبين ما لهم وماعليهم، بحيث لا يأتيه مراجع إلا وهو محتاج إلى حل مشكلة وبيد هذا المدير حلها.
- أن يكون عادلاً إذا وقع خلاف بين موظف ومراجع شريطة أن يراعى وضع المراجع لجهله مالم يكن صلفاً أو على غير حق.
- أن يكون العين الرقيب على كل ما يجري في دائرته.
- ألا يستغل منصبه وموظفيه لأغراض شخصية.
- أن يدرس القوانين اللازمة لمنصبه وعمله كي يكون على قدر المسؤولية، ويسعى إلى التخفيف من الروتين القاتل الذي يهدر وقته ووقت مرؤوسيه الثمين ووقت المراجع، ولا سيما في هذه المرحلة من ضغط الأعمال وصعوبة المواصلات وغلائها.
- أن يعلق في صالة الإدارة لوائح تتضمن مراحل سير المعاملة والأوراق الضرورية والخطوات الواجب اتباعها تخفيفاً على المراجعين وعلى موظفيه.
- أن يصغي إلى شكاوي المواطنين ويدرسها بدقة، فمنصبه الرفيع يتطلب منه الاصغاء وقد تكون بعض الشكاوي مفيدة لحسن سير العمل.
- ألا يجعل مكتبه مضافة لأصحابه أو من يتعامل معه، ويترك المراجعين ينتظرون لأن وقت الدوام الرسمي للعمل الرسمي لا لاستقبال الضيوف. (التونجي،2011)
المفهوم الحديث للقيادة:
القيادة هي عملية إلهام الأفراد ليقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق النتائج المرجوة.
وتتعلق بتوجيه الأفراد للتحرك في الاتجاه السليم، والحصول على التزامهم، وتحفيزهم لتحقيق أهداف المنظمة.
أنواع القيادة الإدارية:
إن كل قيادة ناجحة تشتمل على عدد من الجوانب الرئيسة والتي بدونها تكون مفرغة من مضمونها، من أهمها أن القيادة عملية تفاعلية يقوم فيها القائد بتحفيز العاملين معه، كل حسب قدراته على التعاون بدوافع داخلية ورغبة ذاتية، وقناعة شخصية لبذل قصارى الجهد للوصول نحو أهداف مستقبلية متفق عليها حسب الرؤية الجماعية التي بلورها القائد للمكانة التنافسية لمؤسسته.
بناء الشخصية القيادية في المؤسسة:
من الصفات التي يجب أن تتمثل في الشخصية القيادية حتى تنجح المؤسسة في مهمتها:
- القيم المثالية: يجب أن يتحلى القيادي بالقيم المثالية المنسجمة مع مبادئ مؤسسته، فإذا رأى الموظفون أن مايدعو إليه رئيسهم من قيم هي منطبقة عليه تماما أحبوه وانقادوا له، ونفذوا مبتغاه وحققوا تقدما كبيراً في أعمالهم، ولكن إن رأوه يدعو إلى قيم ولايتبعها أهملوها وعملوا على هواهم، عندئذ تتأذى المؤسسة. وقد روى الثعالبي أن أحد ملوك الترك قال: “من جاد ساد، ومن ساد قاد، ومن قاد بلغ المراد” فبقيمة المثالية يصبح قدوة حسنة مقلدة.
- الشخصية المتميزة: يجب أن يكون القيادي ذا شخصية قوية متميزة دائماً، قادراً على الحوار والمناقشة والمجادلة والإقناع من غير تسلط أو فرض آراء، فلا يجوز أن يكون ديكتاتورياً يفرض ما يراه، بل عليه أن يعرض رأيه على الآخر، ويستعرض رأيه ويطلب منه أن يشاركه في بيان الرأي، وعليه أن يحسن الاستماع لما يقوله الآخر. فالملكة بلقيس وهي ملكة متميزة متسلطة عرضت على رجال بلاطها أمر النبي سليمان عليه السلام.
- العدل والمساواة: لم يفرق الإسلام بين الناس إلا بالتقوى والعمل الصالح، وقال تعالى” اعدلوا هو أقرب للتقوى”، والعدل هو الاعتدال والتوسط في الآمور اعتقاداً وعملاً وخلقاً. والقيادي يجب أن يعدل بين موظفيه فلا يظلم البعيد ويغفر للقريب منه، ولا يقسو على أشخاص ويتغافل عن آخرين لأمر في نفسه، وإن هو ساوى بين الموظفين في المكافأة والعقاب قدروا فيه ما يقوم به لعدله.
- الثقافة العالية: فهو إضافة إلى شهادته الجامعية في الأعمال والإدارة، عليه أن يثقف نفسه في دائرة تخصص المؤسسة وبكل ما يحيط بها من ثقافات رديفة، ثم عليه أن يوسع دائرة معرفته ما استطاع إليها سبيلاً، فالتوسع الفكري والمعرفي أساس التميز والتفوق على شريحة المسؤولين في المؤسسة.
- التعامل والترحاب: يدعو الإسلام إلى البشاشة وحسن التعامل والمبادرة بالسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يُرى إلا بشوش الوجه مسلماً على المارين مرحباً بالقادمين، والقائد في مؤسسته يجب أن يكون حسن التعامل، قريباً من موظفيه يبدؤهم بالسلام أحيانا ولاسيما إذا دخل عليهم لأمر، وهو إن طلب منهم تنفيذ قرار لم يستخدم المفردات الآمرة الناهية: افعل، لا تفعل، لا تغفل، بل يستخدم ألفاظاً رقيقة مشجعة مثل: أرجو أن تزيد من يقظتك، يحسُن أن تفعل كذا، أعرف أنك قادرٌ على كذا…الخ
- التمكن التام من اللغة الأصيلة: إن معرفة اللغة الأم ضرورية جداً، كما يتطلب أيضاً من القيادي أن يتقن لغة أجنبية ذلك لأنه قد يضطر إلى السفر أو إلى لقاء ضيوف أو عملاء
- الطموح: يجب أن يكون القيادي ذا طموح، يفكر بغده أكثر مما يفكر بيومه ولا يغيب عنه طموحه، وعليه أن يحسن قيادة نفسه قبل أن يقود غيره.
- المهارة: وهي من الصفات الراسخة في الشخصية القيادية، والمهارة إما فطرية نابعة من الذات أو مكتسبة من واقع عمله وآمال مؤسسته، والمهارة تساند القدرة، فإن انعدمت المهارة انعدمت القدرة، وبمهارته يحقق طموحاته وبمهارته كذلك يستفيد ممن تحت يده من خبراء وموظفين.
- الجاذبية: من الضروري أن يتحلى القائد بشخصية جاذبة وقدرة تأثيرية نابعة من خبرته ومكانته، واستخدامه الحزم والقانون، والموظف يؤخذ بالشخصية القيادية الجاذبة فتراه يطيعه وإن كان القائد حازماً، والمرء بطبعه ميال إلى الشخصية القوية ذات السلوك الطيب السوي.
- الحب والاحترام: على القيادي أن يحب عمله أولاً، وأن يحب آمال مؤسسته ثانياً، ثم عليه أن يحب من حوله ويبذل لهم الاحترام الصادق المناسب.
- الانضباط: إذا طالبنا الموظف العادي بالانضباط الوظيفي واحترام أخلاقيات العمل والتي منها الانضباط بالوقت، فإن هذا مفروض على الشخصية القيادية أكثر، إذ عليه أن يكون غيوراً على الوقت، منضبطاً في دوامه كي يتبعوه. (التونجي،2011)
الفساد الاداري:
للفساد الإداري أسباب عديدة، بعضها شخصي وآخر إداري أو سياسي، فردي أو جماعي، اجتماعي أو قانوني، وإن كلمة -فساد- تعني خروجاً عن قواعد المنظمة وأخلاقياتها، أو سلوكيات تسبب أذى أو خطرا، والفساد الإداري يؤذي الفرد والجماعة ويدمر دعائم الوطن، ويرقق الاعتقاد بالدين ويخلق بلبلة في الحياة والنفوس والاقتصاد والسياسة وفي كل مرافق الحياة ومؤسسات الدولة ويتمثل الفساد في خرق القوانين والتعامل الوظيفي والسلوكي والإداري بالتلاعب والتزوير والغش والخيانة والانحراف وقد يكون الفساد قليلاً أو وقتياً ومحدوداَ، كما قد يكون كثيراً طويل المدى وقد يكون ناجماً عن وهن المؤسسة وضعف إدارتها وعدم سهر المسؤولين عليها. (التونجي، 2011)
المراجع:
- التونجي، محمد. (2011). أخلاقيات المهنة والسلوك الاجتماعي، دار وائل للنشر، عمان.
- الكبيسي وآخرون. (2012). أخلاقيات وآداب مهنة التدريس الجامعي، مركز ديبونو لتعليم التفكير، عمان.
- السكارنه، بلال. (200). أخلاقيات العمل، دار المسيرة ، عمان.
- صفات ومهارات القائد الإداري ، الأكاديمية العربية البريطانية للتعليم العالي، متوفر على الإنترنت: https://arabnationleague.com/a_web/one_sub.php?id=519
- سلوم، طاهر وجمل، محمد. (2009). التربية الأخلاقية القيم مناهجها وطرائق تدريسها، دار الكتاب الجامعي، الإمارات العربية المتحدة، العين.
- العامري، محمد. (1434هـ). مفهوم القيادة، متوفر على الإنترنت: http://www.sst5.com/readArticle.aspx?ArtID=1243&SecID=19