تعتبر مهنة عمال المناجم واحدة من أكثر المهن خطورة وصعوبة حول العالم؛ لما تتطلبه من جهد جسدي كبير وقدرة عالية على تحمل الظروف القاسية، بهدف تحويل الموارد الطبيعية إلى اقتصادية تتخذها الدول الأكثر حظًا مصدرأ للدخل.
مهنة تحويل الخام إلى صناعة مثمرة، لا تقل أهمية عن تحويل فكرة بسيطة إلى بحث من شأنه أن يحدث فارقًا في مستقبل الأمم. وهو ما بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالاهتمام به لتحذو حذوها العديد من الدول حول العالم.
ومع تصاعد الاهتمام بالبحث العلمي، بدأ الباحثون بالسعي نحو تطوير أساليبهم بشكل أكبر، وهو ما حفز العديد من المواقع الإلكترونية التعليمية والمعاهد نحو تقديم محتويات تناسب حاجات الباحثين على اختلاف تخصصاتهم ودراستهم.
نقدم لكم اليوم مجموعة من الأمور الهامة التي تساعد الباحث في التخطيط لبحثه العلمي، وتنفيذه بسلاسة مطلقة، وهي تمثل خمسة نصائح إرشادية تعين الباحث في بحثه.
1-العصف الذهني أسلوب مبتكر
تعتبر عملية العصف الذهني واحدة من الخطوات المصيرية التي من شأنها أن تقلب طرفي المعادلة، كونها تستعرض جميع المعلومات و الأفكار، كذلك الدراسات التي تساهم في تطوير الفكرة أو الانتقال إلى أخرى أكثر نفعًا، وتساعد مجموعة من التطبيقات والمصادر المفتوحة في ذلك ومنها تطبيق XMind، الذي يتيح أيضًا إمكانية تحويل شبكة الأفكار إلى صيغ متعددة.
جدوى عملية العصف الذهني لا يمكن حصرها على مرحلة معينة، وإنما تمتد إلى جميع المراحل، بدءًا من التخطيط، مرورًا بالتنفيذ، وأيضًا عند التقييم، حيث يستطيع الفرد أن يستجمع أفكاره، والمعطيات التي لديه بهدف الوصول إلى أفضل نتيجة يرغب بها.
2- المواقع الإلكترونية خير مساعد!
تضاعفت في الآونة الأخيرة المواقع الإلكترونية المتخصصة في مساعدة الباحث الأكاديمي، وهي تتنوع من حيث محتوياتها بين المُلقن، الذي يقدم كافة الإرشادات لإعداد البحث، وتزوده بمجموعة من المحاضرات التعريفية وأخرى تخصصية تغطي مجالات معينة تساعد الباحث من حيث المحتوى الذي تقدمه، وأيضًا طريقة عرضه.
وعلى الطرف الآخر، تبرز العديد من المواقع الإلكترونية التي تتيح نشر استبيانات للباحثين ممن يستخدمون منهج المسح في إعداد بحوثهم منها موقع survs، خاصة وأنّ مشكلة النشر والحصول على استجابة من المبحوثين أمر مجهد.
كما تساعد مواقع أخرى الباحثين في توثيق مسيرتهم الأكاديمية، وتقدم لهم خدمات متكاملة منها موقع أريد، الذي يضع أمام الباحث مجموعة من الخيارات تفيده في التعرف على باحثين آخرين والتعرف على مواضيعهم البحثية.
3- بين الموثوق والموثق
تتواجد على شبكة الإنترنت مئات الأبحاث وربما الملايين إلّا أنّ بعضها لا يتعدى كونه مجرد أوراق تحمل بعض الأختام والعناوين الرنانة، والتي تفتقد إلى القيمة العلمية ولا تنبثق من مصدر موثوق، يستطيع الباحثون الآخرون الاعتماد عليه لتوثيق أبحاثهم الأكاديمية.
ولأهمية الأمر، أجرت بعض المواقع على الإنترنت، ندوات تعريفية ومحاضرات مكثفة لشرح كيفية التوثيق الصحيح من المراجع، وتجري منصة أبصر للتعليم الإلكتروني دوريًا ورشات عمل عن بُعد تسلط الضوء أكثر على آلية التوثيق باللغة العربية اعتمادًا على خبراء أكاديميين، في حين تتواجد مؤسسات أخرى تركز على توثيق الأبحاث الأجنبية أيضًا وتجعل الأمر سهلًا وأكثر حرفية، وهو ما على الباحث دومًا أن يأخذه بعين الاعتبار.
4- لجنة بشهود
ترتفع قيمة البحث العلمي الذي يعرض على لجنة محكمة درجات عديدة مقارنة بتلك الأبحاث التي يشرف عليها شخص أكاديمي واحد، وهو ما يشكل إضافة مؤثرة على البحث، ويجعل من ترجمته أمرًا محتمًا، بل وضرورة لا مهرب منها، بهدف خدمة الصالح العام أولًا، وإثراء المكتبة العالمية.
على الباحث أن يقوم بإجراء مسح شامل للجامعات أو المعاهد التي يمكنه التواصل معها، كي يطلب منها إمكانية عرض بحثه على لجنة مختصة، وهو ما يأخذ وقتًا ثمينا لكن في النهاية يصب في مصلحة العلم.
5- جواز سفر
يجول البحث الأكاديمي الناجح والمعد وفق القواعد والمبادئ الصحيحة مناطق واسعة حول العالم، وقد يلجأ البعض إلى ترجمته إلى لغات عدة في حال أثبت تفرده وتميزه الشديد، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق بسهولة، نظرًا للحاجة إلى الدقة ومراعاة ضوابط الكتابة الخاصة للبحث العلمي.
إن رحلة إعداد البحث العلمي تشكل متعة خالصة يطلق الفرد فيها العنان للباحث في داخله، ويبدأ بخوض مغامرة محفوفة بالتحديات لكنها مليئة بالفرص، حيث لابد دومًا أن يستعد عقليًا وجسديًا لسلسلة من المهام التي سيبصر في نهايتها بحثًا يحقق المنفعة للبشرية.