تمهيد:
حدثت في أيامنا هذه الكثير من التغيرات على كل مناحي الحياة وفي شتى المجالات بسبب ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التي غيرت الكثير من الأساليب التعليمية وطورت الكثير من طرق التدريس التقليدية والنظم التعليمية، فظهر ما يعرف بالتعليم الإلكتروني E – Learning والتعلم النقال M – Learning وتغيرت معه أدوار المعلم، فلم يعد دوره يقتصر على توصيل المعلومات للطلاب بالاعتماد على الطرق التقليدية فقط، بل فرضت عليه تلك التغيرات مجموعة من الأدوار الحديثة لعل من أهمها كونه أصبح موجها ومرشدا للطلاب وليس مُلقناً لهم، حيث يساهم في بناء شخصية الطلاب وتوسيع مداركهم، ويعمل على مراعاة الفروق الفردية بينهم باستخدام الطرق التدريسية والاستراتيجيات التي تساعده في ذلك.
ومع ثورة الاتصالات والمعلومات التي نعيشها اليوم، ظهر ما يعرف بالتنافس الرقمي بين المؤسسات التجارية وغير التجارية، كل منها يتنافس لإحراز السبق والتقدم. وامتد هذا التنافس ليشمل المؤسسات التعليمية والمدارس والجامعات، فكل منها يسعى إلى إنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي و مواقع إلكترونية خاصة بها على شبكة الإنترنت، تعرض فيها ما تم تحقيقه من أهداف وتضع الرؤية والرسالة الخاصة بها.
فهل من الممكن الاستفادة من هذا التنافس كأسلوب تعليمي؟
يرى الكثير من التربويين والتكنولوجيين أن التنافس العلمي هو أساس من أسس التعلم إذا تم استخدامه وتوظيفه بالطريقة الصحيحة، فالطالب الذي لا يجد من ينافسه لا يحرز تقدماً في التعلم.
فالمدارس والجامعات أصبحت اليوم تهتم بتوظيف التقنية في التعليم، عن طريق تخصيص فضاءات لاستخدام الحواسيب، و وحدات للتعليم الإلكتروني، والاعتماد على المقررات الإلكترونية في التعلم، واعتماد استراتيجيات حديثة مثل:
- استراتيجية الفصول المقلوبة.
- استراتيجية المشاريع الإلكترونية.
- استراتيجيات التدريب عن بعد.
- استراتيجية المحاكاة الافتراضية.
- استراتيجية العصف الذهني الإلكتروني.
- استراتيجية حل المشكلات الإلكترونية.
ومن خلال النظر إلى هذه الاستراتيجيات، نجد أنها تعتمد على العمل الفردي و الجماعي، و على التفكير المنطقي والعلمي، والوصول إلى الحلول السريعة في وقت أقصر و بجهد أقل، مما يساعد على التقدم في التعلم بصورة أو بأخرى.
تعريف التعلم التنافسي الرقمي :
هو أي موقف تعليمي يسعى فيه الطالب إلى تحقيق هدفه قبل أن يحققه الطلاب الآخرون، باستخدام أدوات التقنية مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، والمواقع الإلكترونية.
أشكال التعلم التنافسي الرقمي :
هناك ثلاثة أشكال أساسية للتعلم التنافسي الرقمي:
التعلم التنافسي الرقمي (الفردي): يظهر هذا الشكل في أداء المهارات الفردية والتي يتنافس فيها أكثر من طالب في آن واحد بشكل فردي مثل (مهارات الرسم – التصميم– الألعاب التعليمية الإلكترونية…) وغيرها من المهارات التي تتطلب منافسة فردية في أقل وقت ممكن وبدقة عالية.
التعلم التنافسي الرقمي (الزوجي): وهو عبارة عن منافسة بين طالبين في آن واحد مثل (الألعاب الإلكترونية الزوجية – ألعاب الذكاء كالشطرنج…) وغيرها من المواقف التعليمية التي تتطلب منافسة بين طالبين.
التعلم التنافسي الرقمي (الجماعي): وفي هذا الشكل يعمل مجموعة من الطلاب معاً في عمل واحد مثل (كتابة ورقة بحثية– تصميم العروض التقديمية – إنتاج الصور والرسوم التعليمية – إنجاز مقاطع فيديو…) و غيرها من المهام التي تتطلب عملاً جماعياً، وهنا يقيم الطالب أداءه بالمقارنة مع أداء زميله في نفس المجموعة.
أدوار المعلم في ضوء التعلم التنافسي الرقمي :
- يجب على المعلم أن يحذر المبالغة في إثارة المنافسة بين الطلاب، لتفادي بعض المشكلات كالحسد والغيرة والحقد بين الطلاب.
- يجب على المعلم أن لا يتحيز إلى طالب بعينه لكي تحقق المنافسة بينهم التقدم المنشود في التعلم.
- أن يستخدم المعلم أساليب التعزيز الإيجابي الفوري للطلاب الذين أجادوا في المنافسة الفردية والزوجية.
- أن يرصد المعلم مجموعة من المكافآت للطلاب المتميزين في العمل التنافسي.
- أن يساعد الطلاب الذين لم يحرزوا تقدماً في التعلم من خلال بث روح التنافس والتشجيع.
- أن يبث روح الثقة بالنفس والقدرة على المنافسة والتفوق للطلاب المتعثرين.
أهمية التعلم التنافسي الرقمي للطلاب:
- يحفز الإحساس والشعور بالثقة بالنفس إذا ما أحرزوا تقدماً في التعلم.
- يساعد على الاستقلالية والتعلم الذاتي.
- ينمي بعض المهارات التكنولوجية لدى الطلاب.
- يساعد الطلاب المتعثرين على تحقيق التقدم في التعلم من خلال التجربة والتكرار.
- ينمي روح التعاون و التكامل بين الطلاب .
- يشجع على بذل الكثير من الجهد لإحراز التقدم.
- يشعر الطلاب بالكثير من المتعة والمرح في ظل التنافس.
- يراعي الفروقات الفردية، فكل طالب يتنافس مع من هو مثيل له في القدرات.
المآخذ على التعلم التنافسي الرقمي :
على الرغم من وجود بعض المميزات لاستخدام التعلم التنافسي الرقمي في التعلم، إلا أنه هناك بعض العيوب والمآخذ على هذا النوع من التعلم ومنها:
- ضرورة وجود التجانس بين الطلاب من حيث العمر والقدرات لكي يكون التنافس عادلاً.
- قد يحتاج هذا النوع من التعلم إلى معلم ذي مهارات خاصة (مربي – حكيم – قائد – مرشد – موجه).
- ضرورة تمكن الطلاب من استخدام أدوات التقنية والإلمام بها.
- يجب تحديد معايير وقواعد للعمل التنافسي.
- قد يتسبب الفشل في المنافسة إلى الشعور بالنقص والفشل والسلبية.
- التعلم التنافسي عكس التعلم التعاوني قد يقلل من قيمة العمل الجماعي وأهميته.
شكرا أستاذ أحمد محمود عامر على المعلومات القيمة
جزاك الله خيرا يا استاذ رشيد