السيناريو البيداغوجي

التقديم

يشهد عالمنا المعاصر تطورا يوميا لوسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة المرتبطة بها رافقه ولع شبابنا وارتباطهم بها،[1] الأمر الذي فرض على مدارسنا والمهتمين بالشأن التربوي أن يسعوا جاهدين إلى مواكبة هذه المتغيرات وتوظيف المستجدات باستخدام تكنولوجيات الاتصال في التعليم لشدّ انتباه المتعلمين وتوطيد علاقتهم بمدرستهم من خلال السعي إلى تحقيق متعة التعلّم المنشودة التي وجدها أبناءنا في هذه الوسائل.[2]

فكان أن ظهر مفهوم ” السيناريو البيداغوجي” أو “السنيرة البيداغوجية” وهو كغيره من المصطلحات البيداغوجية -التربوية عرف رحلة أبستمولوجيا من عالم السينما إلى عالم البيداغوجي[3] وهي رحلات ليست بالأمر المستجد، فسبقه مصطلح بيداغوجيا الأهداف التي رحل إلينا من عالم الاقتصاد ومصطلح الكفايات التي هاجر إلينا من عالم العلوم العسكرية ومصطلح الزوبعة الفكرية التي هاجر المعابد الهندوسية ليحل بينا في عالم البيداغوجيا…  وهي هجرات تعكس قدرة عالم التربية وفضائها على الانفتاح ومواكبة المستجدات باعتبار ها فضاء اتصالا وتفاعلا.

في مفهوم السيناريو

السيناريو يطلق في الأصل على النص الذي يتخيل وقائع الفيلم السينمائي تخيلا دقيقا حيث يضبط جميع تفاصيله أحداث، وشخصيات بكامل تفاصيلها وحالاتها النفسية والجسمية الدقيقة والمملة أحيانا، المكان وصفا دقيقا، الزمان يتم تحديده بدقة متناهية لحظة بلحظة، رقم المشهد ……فهو خطة الفيلم أو المسرحية أو المسلسل.

فهو إذا وصف تفصيلي تخيلي لخطّة الفيلم والمنهج الذي سيسير عليه خلال التحول من التخيل إلى التنفيذ من الخيال إلى الواقع فالسيناريو هو طريق لنجاح الفيلم، حيث إنّه كلّما كانت الكتابة واضحة ودقيقة كلما سهل تنفيذها وتطبيقها، ويعدّ السيناريو طريق المخرج والمشاركين في إنتاج الفيلم. [4]

فهل أن المصطلح غريبا أصلا عن الفعل التربوي؟

أجزاء السيناريو

يقسم السيناريو السينمائي كما الرواية أو القصّ في العادة إلى ثلاث أقسام (فصول/ أجزاء) أساسية ويختص:

الفصل الأول: أو الجزء الأول يختص بالتعرف على الشخصيات، التصادم بينها، انطلاق أحداث السيناريو، خلق تشويق وشدّ المشاهدين.

الفصل الثاني: هو الجزء الرئيسي فهو ذروة السيناريو حيث يشهد تعقد الأحداث وتشابكها ويكون التصادم بين الشخصيات في ذروته وأشد ما يمكن فهو قسم العقدة.

الفصل الثالث: هو جزء يقع فيها الانفراج للأحداث حيث يتمّ حل كل المشاكل وفك الألغاز ويصبح كل شيء واضح ومنطقي.[5]

إذا تأملنا أجزاء السيناريو واجرينا مقارنة بسيطة انطلاقا مما ورد بسفر البرامج الرّسمية

لمادة التربية المدنية الصادر عن وزارة التربية التونسية والتي لاتزال جاري بها العمل إلى يومنا هذا وقد اخترناها لأنها مجال تخصيصي نجد ما يلي:

” تجري الأنشطة الإدماجية أثناء التّعلّم أو في نهاية وحدة تعليمية أو أثناء التقييم وضعيات التعلّم الإدماجي في:

  • وضعيات الاستكشاف: وتكون في بداية التّعلّم
  • وضعيات التّعلّم المرتّب: وهي وضعيات هيكلة وتدريبات للرّبط بين المكتسبات.
  • وضعيات التعلّم الاندماجي: وتتمثل في توظيف المعارف والقدرات والمهارات لحلّ وضعية – مشكل ذات دلالة.
  • وضعيات التقييم: وهدفها تقييم مكتسبات المتعلّمين وتكون الأنشطة التّقييمية مطابقة لأنشطة التّعلّم ومن جنسها”[6]

نجد أن مكونات السيناريو لا يختلف جوهريا عن مراحل إنجاز حصّة تعليم وتعلّم السائدة في ممارستنا البيداغوجية الحالية فالفصل الأول من السيناريو يقابله الاستكشاف في ممارستنا البيداغوجية اليومية الذي يهدف إلى تهيئة المتعلمين للتعلّم وتحفيزهم وتحسيسهم بموضوع التعلّم أما الفصل الثاني فيقابله التعلّم المرتّب أو المهيكل ووظيفته تصنيف التصورات (التنظيم) وتجسير الفجوة بين المجرد والمحسوس (التأليف)و إعادة بناء المفهوم ليصبح ذا دلالة (التركيب) و التمثل / الاستبطان والتطبيق للموضوع أو المفهوم (الفهم).

وأخيرا الفصل الثالث ويقابله في الممارسة التعليمية السائدة التقييم والإدماج ووظيفته تطبيق ما تمّ تعلّمه والوقوف على ما تحقق من الأهداف أو الكفايات والكشف عن صعوبات التعلم وتبيين مدى صلاحيّة طرق التدريس وتمييز الفروق بين المتعلّمين لأخذ القرارات المناسبة للتعزيز أو التعديل أو العلاج لتغطيّة النقص الحاصل وتصحيح الثغرات وتعديل الطريقة وتطويع المحتويات واستبطان الأنشطة العلاجية الضرورية لجعل المتعلّمين يتداركون نقائصهم قبل تراكم الصعوبات فكأنما نحن في هذا الفصل أمام المرحلة الأخيرة من السيناريو مضاف إليها عين الجمهور المشاهد والناقدين المختصين في مجالهم.

وإذا كان السيناريو السينمائي أو المسرحي أو الدرامي يقوم على جملة من المشاهد المتتابعة (المقاطع) التي تبدأ وتنتهي بالانتقال من مكان إلى آخر أومن زمان إلى زمان آخر، وعلى الكاتب وضع توضيحات أعلى المشهد وهذه التوضيحات 4 عناصر وهي: رقم المشهد، ووقت، ومكانه، وطبيعة المكان.

فإن ما يقابله في الممارسة التعليمية التعلّمية هو النشاط أو الأنشطة التي يتدرب من خلالها المتعلّم على حلّ مشكل يتمتع بحبكة قصصية فمجموعة الأنشطة تشكل قصّة الفيلم هي في الآن ذاته قصّة الحصّة وهنا لابد من اعتماد ما يمكن تسميته بالوضعية البنائية التي من خلالها يتدرج المتعلّم في حلّ مشكل يتمتع بحبكة دقيقة.

لكن السؤال الذي يطرح ضرورة في هذا الباب ما السيناريو البيداغوجي؟ وما هي اضافته للممارسة التعليمية – التّعلّمية؟  وأهدافه؟  ومكوناته؟

في تعريف السيناريو البيداغوجي

من التعريفات المتعددة للسيناريو البيداغوجي نذكر:

  • “السيناريو البيداغوجي هو نتاج سيرورة تصميم مجموعة مترابطة من الأنشطة التعلمية (إيزنولت وزيلكر، 2000) و(إيزنولت ودايل، 2003)؛ موزعة حسب الزمن ونتاجها هو النشاط التعلمي. وكما هو الشأن بالنسبة للشريط السينمائي، فهو مكون من مجموعة مقاطع. يحتوي السيناريو على الأهداف التعلمية، جدول الأنشطة التعلمية، بعض الموارد والأدوات، وصف لمهام المتعلمين، شروط التقويم إلخ..”[7]
  • «السيناريو البيداغوجي هو تصور لكل مراحل العملية التربوية (قبل الحصة وأثناءها وبعدها)، فهو بناء ذهني تخيلي بدءاً ورسم تخطيطي لسيرورة الحصة الدراسية انتهاءً (الفئة المستهدفة، الكفايات المراد تطويرها، الأهداف المتوخاة، مراحل الإنجاز، عدة الإنجاز، الموارد المعتمدة، تقنيات التنشيط، المتدخلون، الزمن، المكان، عدة التقويم، والمنتوج المنتظر)، هدفه تدبير النشاط التعليمي التعلمي من ألفه إلى يائه بشكل منهجي وعقلاني.»[8]

بهذا المعنى فالتعريف الأول للسيناريو البيداغوجي يراه ذلك التصميم المسترسل لمجموعة من الأنشطة المترابطة التي يتم توزيعها توزيعا دقيقا يكون منتجها النهائي عبارة عن أنشطة تعليمية مهيكلة ومنظمة وعقلانية يستخدم فيها المدرس المستجدات التكنولوجية، فالحصة التّعلّمية كما الشريط السينمائي عبارة عن مقاطع مترابطة زمنيا ومنطقيا ويتضمن السيناريو البيداغوجي العدّة اللازمة والعناصر الأساسية لإنجازه من وسائل بيداغوجية، وموارد معتمدة، وتقنيات تنشيط أماكن إنجاز وشبكات تقييم….

أمّا التّعريف الثاني فيركز على مراحل السيناريو البيداغوجي ويقسمها إلى ثلاث مراجل مرحلة الإعداد أو التصور ومرحلة التطبيق والتنفيذ ومرحلة التقييم ويرى أنّها عملية إبداعية تخيلية رسما وتخطيطا لسيرورة حصّة بدأ وانتهاء بكامل تفاصيلها وهو العنصر المميز والإضافي للسيناريو البيداغوجي حيث لا مجال فيه للمصادفة أو الارتجال كل التفاصيل مضبوطة ومعدا لها مسبقا.

لماذا السيناريو البيداغوجي؟

نحتاج السيناريو البيداغوجي لمهام متعددة وهي مهام مرتبطة أساسا بتوظيف الموارد الرقمية في عملية التّعليم والتّعلّم وتتثمل أساسا:

  • يساعد السيناريو البيداغوجي في التخطيط للدروس وتصميم مسار تعلّم متماسك يصل ما بين أهداف التعلّم والمفاهيم التي نسعى إلى مساعدة المتعلمين على اكتسابها والأنشطة ووسائل التقييم المعتمدة ويجنبنا الارتجال والعشوائية [9]
  • نحتاجه لضبط الوسائل والموارد اللازمة لإنجاز حصّة مثل الوسائل التعليمية، الموارد الرقمية، وثائق، الشخصيات المحلية المؤثرة، الرموز المحلية ….
  • اختيار التمشيات البيداغوجية المناسبة لإنفاذ السيناريو مثل طرائق التّدريس والتنشيط الضرورية والتي تتلاءم مع خصوصية المتعلمين والإطار العام السائد حتى تواكب المستجدات.
  • بواسطته نتمكن من التخطيط لمختلف مراحل سير أنشطة التعليم والتعلم وضبطها زمنيا ومكانيا ونفصل أدوار كل من المتعلم والمعلّم. [10]
  • تحديد الكفايات المراد تحقيقها من عملية إدماج الموارد الرقمية لكي يتسنى للمدرس تقييم أدائه من جهة وقيادة العمليات المختلفة على ضوء تلك الكفايات.
  • تحديد الإضافة التي يمكن أن يحققها توظيف الموارد الرقمية بالنسبة للموضوع المقدم.
  • يتيح لك الشعور بالاستعداد الكامل كمدرس، حتى لو كانت هناك تغييرات قد تحدث أثناء التدريس.

عموما نحتاج السيناريو البيداغوجي لكي نتجنب الارتجال ونبني عملا بيداغوجيا يتميز بالتخطيط المحكم والدقيق لجميع مفاصل الحصة بدأ بالأهداف الإجرائية المرسومة في علاقتها بالكفايات الأساسية وصولا إلى نجاعة الأنشطة وطرائق التدريس والتنشيط والوسائل الديداكتيكية في علاقتها بتحقيق هذه الأهداف دون اهمالا لمتعة التعلّم التي تبقى الغاية الأسمى وراء توظيف الموارد الرقمية والوسائل التكنولوجية الحديثة التي تأسست عليها فكرة السيناريو البيداغوجي في عمليات التّعلّيم والتّعلّم  بذلك نصل لتحقيق الشعار السنغافوري “مدارس تفكر أمّة تتعلم”[11].

مكونات السيناريو البيداغوجي

للسيناريو البيداغوجي مكونات عديدة ترتبط فيما بينها لترسم المسار النهائي لحصّة تعليمية – تعلمية بكاملها بدأ ومنتهى ويكمن اختزالها عمليا في الرسم التّالي:

  • الفئة المستهدفة: وتعني المستوى التعليمي المستهدف مثلا السابعة أساسيا
  • الزمن: حسب زمن الحصّة المعتمد في النظام التربوي مثلا في تونس ساعة فلا يمكن تقسيم السيناريو إلى حصتين كما لا يمكن مشاهدة الفيلم في يومين منفصلين.
  • عنوان الوحدة: وحدة التدريس ويمكن أن تسمى أيضا في بعض النظم التربوية المحور أو مدار الاهتمام ويرد للمدرس بسفر البرامج الرّسمية من قبل الوزارة المهتمة بالشأن التربوي في بلاده.
  • عنوان المشغل أو القضية: ويمكن أن يسمى في بعض النظم التربوية عنوان الدّرس ويرد للمدرس بسفر البرامج الرّسمية من قبل الوزارة المهتمة بالشأن التربوي في بلاده وهو درجة تفصيلية لعنوان الوحدة.
  • الموضوع: وهو درجة تفصيلية لعنوان القضية أو المشغل.
  • الكفايات المستهدفة: يتخير المدرس الكفايات التي سيشتغل عليها والواردة بسفر البرامج الرّسميّة.
  • الأهداف الإجرائية: يبني المدرس الأهداف الإجرائية للموضوع الذي سيتناوله خلال الحصّة في تناغم وانسجام مع الكفايات المستهدفة.

أنشطة التدريس والتعلّم المقترحة  [12] 

الأنشطة التوقيت التمشيات البيداغوجية الاثر أو الإنتاج المنتظر
الوسائل والموارد  تقنيات التنشيط دور المدرس دور المتعلّم
يمكن ترقيمها أو ذكر نوع النشاط مثلا

– نشاط استكشافي

– نشاط  تعلّم مهيكل

-نشاط ادماجي

-نشاط تقييمي

– يمكن تقسيم الأنشطة أيضا إلى مقاطع

 

تحديد الوقت بدقة لكل مقطع تعليمي

 

 

 

 

 

-يجب ضبط الوسائل التي ستعتمد: حاسوب محمول، مسلاط إلكتروني، حواسيب، ارتباط بالإنترنت، أقراص مدمجة، موارد رقمية منتقاة، طابعة، أوراق بيضاء، مصورة رقمية…

– يشير المدرس إلى القيمة المضافة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: الإضافات النوعية التي تقدمها لكل من المدرس والمتعلم لإنجاح التعلمات وإضفاء المتعة عليها (خلق التحدي، التعمق في المعطيات، مراعاة الفروق الفردية…).

 

– ضبط الموارد التي ستعتمد: شخصيات مؤثرة، مواقع أثريه، رموز وطنية….

 

 

-ضبط تقنيات التنشيط المعتمدة في كل نشاط بدقة مثلا: مفترق الطرق، ندوة سقراط، زوبعة فكرية، الزوايا الأربعة….

-تحديد مسارات التّواصل لكل نشاط فردي-جماعي-فريقي-فارقي، ثنائي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-إدراك المدرس ضرورة لمكتسبات المتعلمين السابقة التي لها ارتباط بالموضوع المراد إنجازه.

-يجب على المدرس أن يتوقع تمثلات وتصورات المتعلمين حول الموضوع المراد تدريسه وتوقع الحلول لها بصفة قبلية لكي يكون الفعل التعليمي التعلمي غير مفصول عن واقعه بامتداداته الأفقية والعمودية، السيكولوجية والسيسيولوجيا.

– معرفة امتدادات التّعلم سواء على مستوى المكونات الأخرى المدرسة أو على مستوى السنوات الدراسية من قبل (مكتسبات) أو من بعد.

-يشجع المتعلمين على التّعلّم الذاتي ويراقبهم.

– يساعدهم على توظيف الموارد الرّقمية لتحيق التّعلم الممتع.

يشجع العمل الجماعي أكثر بغية تقوية مهارات التواصل بين المتعلمين وتعلمهم من بعضهم

-يعمل المتعلمين على إنجاز الأنشطة المكلفين بها بأريحية وبروح التعاون الجماعي والمشاركة مما يحقق لهم متعة التعلم من جهة ويمكنهم من بناء تعلماتهم بنفسهم ليكونوا فاعلين إيجابين.  

وهنا يشير المدرس إلى ما سيتوصل إليه المتعلمون من إنجازات، حيث سيتم قياس نسبة النجاح وجودة التعلمات انطلاقا من المنتوج الذي توصل إليه

 

 

 

 

 مراحل إنجاز السيناريو البيداغوجي 

يمر السيناريو البيداغوجي وجوبا بثلاثة مراحل أساسية:

  • مرحلة التخطيط أو التخيل أو ما قبل التنفيذ:

وهي مرحلة تقوم أساسا على التخيل أو الإبداع والتخيل كما يعرفه معجم مريام ويبستار Meriam-webster) ) الإنجليزي الخيال بأنه:   «الفعل أو القدرة على تشكيل صورة ذهنية لشيء غير حاضر أمام الحواس أو لم يكن متصورا كليا في الواقع.»[13]

فالتخيل مهارة ضرورية لمعد السيناريو عموما والسيناريو البيداغوجي خصوصا فهو قدرة على اختراق الزمان والمكان والتأليف بين المتباعدات بما يمنح الدماغ فرصة التجديد والإضافة والخلق والابداع انطلاقا من أمثلة مسبقة أو من غير مثال بما يمنح المبدع القدرة على التصور. [14]

وهو أمر يجعله قادر على ضبط حاجيات السيناريو المتخيل وتحديد أهدافه والصعوبات المرتبطة بإمكانية تحققها وسيرورة أنشطة التعليم ….

عموما لا يمكننا الحديث عن سيناريو بيداغوجي دون المرور بمرحلة الخيال والتخيل الإبداعي.

  • مرحلة التطبيق أو التنفيذ:

وهي مرحلة إنفاذ وتطبيق ما تمّ تخليه وصممه ذهنيا وأعده على المستوى البيداغوجي والتقني، مرحلة الانتقال من الخيال إلى الواقع من عالم الذات إلى عالم القسم وهي مرحلة تتطلب من:

  • الالتزام بتنفيذ أنشطة التعليم والتّعلم المعدّة مسبقا بمراحلها الدقيقة.
  • قدرة المعلّم على تحفير المتعلمين وخلق الدافعية لديهم وأن يمتلك ناصية التحكم في التكنولوجيات الحديثة الأمر الذي يشدّ المتعلمين ويضفي معنى على بيئة التعلّم.

 

  • مرحلة التقييم أو ما بعد التنفيذ:

وهي مرحلة أساسية في العملية التّعليمية – التّعلمية بها ندرك النتائج الحاصلة وماذا يمكن أن ننجز مستقبلا، ما تحقق وما يمكن أن يتحقق انطلاقا من الكفايات المرسومة مسبقا وعادة ما نقيم اعتماد على شبكة تقييم تتوفر على حدّ من الاتفاق بين الفاعليين التربويين.

لكن السؤال ماذا نقيم؟

يمكن أن نقيم:

  • الأهداف الإجرائية المرسومة ومدى واقعيتها وقابليتها للإنجاز هل كانت أهدافا حالمة أم أهداف واقعية مثلا؟
  • الوسائل والمواد البيداغوجية التي تمّ الاعتماد عليها مدى وظيفيتها وأحكام توظيفها.
  • التمشيات البيداغوجية ومدى تلاءمها مع الأهداف المرسومة وواقع المتعلمين.
  • قدرة المدرس على توقع تمثلات المتعلمين وتصوراتهم وما أعدّه من أنشطة لاستثمارها وتعديلها.
  • قدرات المدرس على إنفاذ ما خطط له.

المراجع

1- خنوس، محسن. تأثير السيناريوهات البيداغوجية على فعالية استخدام موارد رقمية في تدريس التربية الموسيقية

المجلة الدولية المتخصصة، المجلد 3، العدد 3 مارس 2014.

2-  جهي، رفيق. توظيف الموارد الرقمية بالمدارس الابتدائية العمومية دراسة تشخيصية نسقية -المديرية الإقليمية بالحوز نموذجا-، مركز جيل البحث العلمي، مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 88 جويلية 2022.

3-سد، فيلد. السيناريو (ترجمة سامي محمد) دار المأمون للترجمة والنشر بغداد 1979.

4-الجمهورية التّونسية، وزارة التّربية، الإدارة العامة للمرحلة الإعدادية والتعليم الثّانوي، إدارة بيداغوجيا المرحلة الإعدادية والتّعليم الثّانوي. برامج التربية المدنية بالمرحلة الإعدادية من التعليم الأساسي سبتمبر 2006، 8/14. برامج التّربية المدنية بالمرحلة الثانوية سبتمبر 2008،

5-مشا ط، نورالدين مشاط. التوظيف البيداغوجي للموارد الرقمية، مجلة علوم التربية دورية مغربية فصيلة متخصصة، العدد 52 جوان 2012.

6-الجوادي، رضا. ملتقى المنظومة التربوية التونسية، المركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي. مداخلة بعنوان: ” الرقمنة مدخلا إلى تطوير التعليم تجربة سنغفورة مثلا”

-7Brassard Caroline, “ Designing and Implementing ICT Supported Learning Scenarios: Proposal for a Pedagogical Tool”, SADC Lac-Saint-Jean-Est Canada Alma, Quebec

 – 8 http://www.merriam-webster.com/dictionary/imagination

-9 http://education2015.blogspot.com/2010/12/blog-post.html

 

[1] – خنوس، محسن. تأثير السيناريوهات البيداغوجية على فعالية استخدام موارد رقمية في تدريس التربية الموسيقية المجلة الدولية المتخصصة، المجلد 3، العدد 3 آذار 2014 ص 71.

[2] –  جهي، رفيق. توظيف الموارد الرقمية بالمدارس الابتدائية العمومية دراسة تشخيصية نسقية -المديرية الإقليمية بالحوز نموذجا-، مركز جيل البحث العلمي، مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد 88 يوليو 2022. ص 111.

[3] – خنوس، محسن. مرجع سابق. ص 76.

[4] – سد،فيلد. السيناريو( ترجمة سامي محمد) دار المأمون للترجمة والنشر بغداد 1979 .ص23

[5] -نفس المرجع. ص 23—27.

[6] – الجمهورية التّونسية، وزارة التّربية، الإدارة العامة للمرحلة الإعدادية والتعليم الثّانوي، إدارة بيداغوجيا المرحلة الإعدادية والتّعليم الثّانوي. برامج التربية المدنية بالمرحلة الإعدادية من التعليم الأساسي سبتمبر 2006، 8/14. برامج التّربية المدنية بالمرحلة الثانوية سبتمبر 2008، 7/22

[7] Brassard Caroline, “ Designing and Implementing ICT Supported Learning Scenarios: Proposal for a Pedagogical Tool”, SADC Lac-Saint-Jean-Est

Alma, Quebec Canada. P 2

ترجمة نور الدين مشاط

[8] – مشا ط، نورالدين مشاط. التوظيف البيداغوجي للموارد الرقمية، مجلة علوم التربية دورية مغربية فصيلة متخصصة، العدد 52 جوان 2012. ص 5-6.

[9] – خنوس، محسن. مرجع سابق. ص 76.

[10] – نفس المرجع.

[11] – الجوادي، رضا. ملتقى المنظومة التربوية التونسية، المركز الدولي لتكوين المكونين والتجديد البيداغوجي. مداخلة بعنوان: ” الرقمنة مدخلا إلى تطوير التعليم تجربة سنغفورة مثلا”

[12] – هيئة تفقد مادة التربية المدنية الجمهورية التونسية، تم تعديل هيكل السيناريو البيداغوجي بناء على مسودة من إنتاجي.

[13] http://www.merriam-webster.com/dictionary/imagination

[14] http://education2015.blogspot.com/2010/12/blog-post.html نقلا عن نور الدين مشاط

البحث في Google:





عن حمد العبيدي

حاصل على الأستاذية في التربية المدنية والماجستير في اللغة والآداب والحضارة العربية: اختصاص حضارة. درّس بالمعاهد الثانوية التونسية ويشتغل حاليا متفقدا للتعليم الإعدادي والثانوي. شارك في تأليف كتاب صدى المعتزلة في الفكر الإسلامي بين الماضي والحاضر عن مؤمنون بلا حدود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *