هذا المقال بعنون”مقارنة صورة المعلم في الدراما العربية وصورته في الدراما الأجنبية” هو الثالث من سلسلة مقالات حول صورة المعلم في الدراما العربية والأجنبية دراسة مقارنة، ينشرها الدكتور إيهاب إبراهيم السيد محمد حصريا على صفحات تعليم جديد. لقراءة المقال الأول بعنوان واقع صورة المعلم في الدراما العربية المرجو النقر على الرابط التالي. لقراءة المقال الثاني بعنوان واقع صورة المعلم في الدراما الأجنبية المرجو النقر على الرابط التالي.
يمثل البطل في الأعمال الدرامية صورة فريق العمل من خلال حركاته وأدائه أثناء تمثيل دوره، ولذا يتعين على بطل العمل الدرامي أن يعد نفسه للدور الذى سيقوم بتمثيله قبل أن يبدأ في أدائه.
ولأن وظيفته داخل موقعه من فريق العمل تتيح له الفرصة أن يدخل إلى مجالات اهتمام الجمهور المشاهد للعمل، مما يجعل من الممكن بالنسبة لبطل العمل الدرامي أن يتحرك إلى داخل المستويات الأكثر عمقا في ذهن الجمهور المشاهد.
وتجدر الإشارة هنا بعد المقالين السابقين إلى ضرورة وحتمية وأهمية المقارنة بين صورة المعلم قى الدراما العربية وصورته في الدراما الأجنبية، وستتم المقارنة وفق تحليل لعناصر الدراما كما يلي:
يلعب التمثيل دور الوسيط، للتعبير عن الفعل، أو الحدث ويعد النص الدرامي عنصراً من عناصرها.
وتقدم الدراما عالماً مبتكراً يعتمد في بنائه على مزيج من الجدل والصراع ويتكون من مجموعة من العناصر:
المكان
ونعني به المحيط الذ] يتم التمثيل داخله، وهناك أحداث يصعب تمثيلها أمام المشاهدين، ولذلك فكاتب الدراما يتقيد بشكل عام بالمكان الذ تم اختياره لتمثيل العمل الدرامي.
اختارت لنا الدراما العربية أماكن جيدة لتصوير مشاهدها في الأفلام التي كان المعلم فيها هو البطل، سواء ركز العمل الدرامي على المعلم كبطل أو حينما كان التركيز على أشياء أخرى داخل العمل الدرامي.
كما أحسنت الدراما الغربية أيضاً اختيار الأماكن التي كان المعلم فيها بطلاً سواء الأفلام التي تناولت المعلم بصورة مباشرة أو التي كانت تعطي رسائل تعليمية.
الزمان
زمن عرض العمل الدرامي محدود، ويترتب على ذلك تحديد أحداث العمل الدرامي، فالارتباط بزمن معين للعمل الدرامي له أثره في توجيه البناء الفني للعمل الدرامي.
عنصر الزمان تنوع في الدراما العربية بشكل كبير وأثر بشكل إيجابي في الأعمال الدرامية العربية وتم استخدامه بشكل جيد.
كما حرصت الدراما الغربية على إبراز دور عنصر الزمن في الدراما التي قدمت المعلم.
الحدث
الحدث في العمل الدرامي ليس شيئا مجردا، بل هو مظهر من مظاهر النشاط الإنساني، ويكون نتيجة لسلوك الانسان النفسي والاجتماعي وعلاقته ببيئته ومجتمعه.
تنوعت الأحداث التي تناولت المعلم في الدراما العربية فقد تنوعت تلك الأحداث فشملت المعلم في صور مختلفة أغلبها كانت أحداث تمثل البؤس والضياع وقلة الضمير، كما أنها في أحيان قليلة جدا صورته في صورته الطبيعية وركزت على انفعالاته كمعلم يريد إيصال رسالة علمية صحيحة للطلاب.
كما تنوعت الأحداث التي تناولت المعلم في الدراما الغربية، فقد تنوعت الأحداث فأظهرت المعلم في صورة البطل والمنقذ والطامح والقائد والفاعل للخير في أغلب الأحيان.
الاختيار
يختار المؤلف حدثا هاما من أحداث الحياة اليومية، له دلالات وارتباطات بواقع الحياة.
اختارت الدراما العربية المعلم ليكون هو الحدث الرئيسي في بعض الأعمال الدرامية، مثل دور الفنان نور الشريف في فيلم ” أخر الرجال المحترمين” والذ] كان من أفضل الأعمال التي صورت قيم المعلم ليس داخل المدرسة وداخل الفصل الدراس] لكن خارج إطار التعليم وصورته في دور المحافظ على المبادئ والقيم، بل صورته مستعدا لبذل كل نفيس من أجل الحفاظ على تلك المبادئ.
كما حرصت الدراما الغربية على أن يكون المعلم هو الحدث الرئيسي في الأعمال الدرامية التي تناولت المعلم، بل حرصت على جعل العمل الدرامي هو الذي يدور في فلك المعلم من جميع الجوانب سواء الشخصية أو النفسية أو العملية.
الشخصيات
- الشخصيات: وهي من أهم عناصر العمل الدرامي وتنقسم إلى:
- شخصية البطل: وهو المحرك الأول للأحداث الدرامية.
- الشخصيات الثانوية: وهي التي تلقي الضوء على باقي الأحداث الدرامية، وتنقل الأفكار الفرعية في العمل الدرامي من أجل تكامل الأحداث.
- الشخصيات الصامتة: تقوم ببعض الحركات البسيطة، والهدف من وجودها تعزيز موقف معين في الداراما، أو توضيح مواقف العمل الدرامي الرئيسة، أو مساعدة الشخصيات الأخرى على القيام بدورها.
لم تكن الشخصية الرئيسية في الأعمال الدرامية العربية للمعلم سوى في عملين فقط تحدثنا عن الصورة الجيدة في فيلم ” أخر الرجال المحترمين”، كما كان للفنان أحمد زكي عمل درامي في غاية الأهمية وهو ” البيضة والحجر” وتم إظهار المعلم في صورة الدجال والمشعوذ، حتى أن الشخصية الرئيسية في العمل كان لها مقولة رائعة داخل أحدث العمل الدرامي وهى” ويل لأمة انحرف فيها المثقفون”.
حرصت الدراما الغربية على اختيار الشخصيات الرئيسية في الأعمال الدرامية التي تناولت شخصية المعلم بعناية ودقة، كما أنها دققت في اختيار الأدوار الثانوية والشخصيات الصامتة أيضاً.
الحوار
هو المظهر الحسي للعمل الدرامي، ولابد أن يرتبط بالعمل الدرامي ككل ولا يكفي من الحوار أن يأخذ صورة سؤال وجواب بين شخص وآخر فقط ، وهو الذي يجعلنا نتخيل الأشخاص في أزمانهم وصراعهم ومواقفهم الحياتية، ويطلعنا على أفكارهم ومشاعرهم ويصور لنا أحاسيسهم.
الحوار في الدراما العربية غالبا ما تطغى عليه السطحية وعدم التعمق والركاكة.
الحوار في الدراما الغربية يجعلك تدخل في أحداث العمل الدرامي وتتعمق داخل الشخصيات ويشوقك إلى ما هو قادم من أحداث داخل العمل الدرامي.
الصراع
يرتبط الصراع في العمل الدرامي بالحوار، وهو المظهر المعنوي للعمل الدرامي وقد يكون الصراع خارجيا (بين الشخصيات (، أو داخليا)بين الشخص ونفسه( والصراع هو الذي يولد العقد، التي تولد العقدة الأكبر .
بصفة عامة في الدراما العربية يكون الصراع خارجيا بين الشخصيات التي تكون العمل الدرامي وقليلا ما يكون الصراع داخليا بين الشخصية ونفسها.
تنوع الدراما الغربية بين أنواع الصراع، فتارة تجد الصراع بين الشخصيات جميعا سواء الشخصيات البطلة أو الشخصيات الثانوية وتارة تحد الصراع داخليا بين الشخصية ونفسها وذلك ينعكس على العمل الدرامي بشكل عام.
الحبكة
وهي الربط بين حوادث القصة وشخصياتها ربطا منطقيا يجعل من العمل الدرامي وحدة متماسكة، ذات دلالة محددة، ولبناء تلك الحبكة الجيدة على الكاتب أن يرسم تصميما هيكليا واضحا للعمل الدرامي، حيث ينظم الحوادث والشخصيات معتمدا على المقدمة والعقدة والحل، وتترابط الحوادث في العمل الدرامي ذات الحبكة الجيدة وفقا لتسلسل منطقي، وحسب التسلسل الزمني، وتعد الحبكة من أهم عناصر العمل الدرامي.
الحبكة الدرامية في الدراما العربية تكون بصورة بسيطة تغلب عليها البساطة والسطحية في بعض الأحيان.
أما الدراما الغربية فالحبكة الدرامية تكون من أولويات فريق العمل، فلا يخطر ببال المشاهد سؤال داخل إطار العمل الدرامي إلا ووجد له إجابة عبر أحداث العمل الدرامي.
في نهاية سلسلة المقالات عن صورة المعلم في الدراما العربية والأجنبية أتمنى أن اكون قد وفقت في عرضي لتلك الصورة.
قائمة المراجع
- سمير حسين(1984)،الإعلام والتواصل بالجماهيروالرأى العام،عالم الكنب القاهرة.
- صفاء عبد الحليم(2004)،أثر استخدام الدراما في تنمية مهارات التحدث باللغة الإنجليزية،رسالة ماجستير غير منشورة،جامعة حلوان.
- لينا التل(1985)،دراسة تقييم المسرح في التعليم في بريطانيا وكيفية تطبيقها في الاردن، رسالة ماجستير غير منشورة،ويلز- بريطانيا.
- مصطفي الزركوي (2015)، السيكودراما التربوية، فاس بريس، الطبعة الاولى، اكتوبر، المملكة المغربية.
- يحيى نبهان(2004)،طرائق تدريس الاجتماعيات ،وتطبيقاتها العملية،دار يافا للنشر والتوزيع، الأردن.