هذا المقال هو المقال الخامس من سلسلة مقالات حول “مهارات وطرائق التدريس الحديثة” للكاتب الدكتور أحمد حسن والتي ينشرها حصريا على مدونة تعليم جديد.
يمكنكم الاطلاع على المقال الأول طرائق التدريس الحديثة، أهدافها و الأسس المعتمدة في اختيارها من هنا. والمقال الثاني: طريقة القصة و طريقة الأسئلة من هنا. و المقال الثالث: طريقة حل المشكلات و طريقة المناقشة والحوار من هنا. و المقال الرابع: طرائق التدريس الحديثة، المناظرة و العصف الذهني و تمثيل الأدوار من هنا.
1- طريقة خرائط المفاهيم
أ- مفهومها
هي أسلوب يعلم الدارسين مهارات التحليل والقدرة على إيجاد العلاقات، وكذلك تحديد الأولويات والتخطيط لأفكارهم بطريقة علمية منطقية. وتستخدم الخرائط المعرفية في كثير من المواقف التعليمية وفي عديد من المواد الدراسية.
وتتطور قدره المتعلمين على استخدام خرائط المعرفة تدريجيًّا، وتنمو هذه القدرة بملاحظة المعلم، وهو يستخدمها في مواقع مختلفة، وبأهداف مختلفة. وعلى المعلم إشراك المتعلمين في تكوين الخريطة، وملاحظة مكوناتها. وتزداد خرائط المعرفة تقدمًا وتعقيدًا وتنوعًا، لتحقيق أهدافٍ مختلفة، وتساعد على مزيد من الفهم، وتنمية التفكير المنطقي الواعي، وبالتالي تنمية التفكير الإبداعي والابتكاري والقدرة على حل المشكلات.
ب- خطواتها
– يحدد المعلم أهداف الموضوع.
– يحاول ربط العلاقات بين أجزاء الموضوع عن طريق رسم ما أو خريطة توضح مكوناته.
– يعمل على توضيح العلاقات التي تربط أجزاء الموضوع باستخدام طريقة المحاضرة.
– يطلب من الدارسين إنشاء خريطة معرفية لنفس الموضوع من إبداعهم.
ج- مزايا الطريقة
– غير مكلفة وتحتاج إمكانات قليلة.
– تناسب معظم المواد الدراسية.
– أقرب إلى ذهن المتعلمين، وأسرع في تثبيت المعلومات.
– تنمي قدرة الطلاب على مستويات الفهم العليا كالتحليل والتركيب والإبداع.
د- عيوبها
– لا يتمكن كل معلم من إنشاء خرائط المفاهيم.
– تحتاج جهدا في إنشائها.
هـ- مثال تطبيقي
2- طريقة الاستقراء
أ – مفهومها
أن يبدأ المعلم بعرض الأمثلة ثم مناقشتها مع الطلاب، وعرض أوجه الشبه بينها حتى يتوصل إلى القاعدة العامة.
ب- إجراءاتها
1- إعداد الأمثلة وتدوينها على السبورة، أو استخدام وسيلة تعليمية مناسبة.
2- مناقشة الطلاب في الأمثلة وموازنتها.
3- صياغة القاعدة النهائية.
ج- مزايا الطريقة
1- أثبتت التجارب أن القاعدة التي يتوصل إليها المتعلم بنفسه تساعد على تنمية قدرته على التفكير.
2- المواد المكتسبة عن طريق الاستقراء أسهل في الفهم والحفظ من المواد الجاهزة.
3- يستطيع الطالب استرجاع أي قاعدة إذا نسيها عن طريق استرجاع خطوات التعرف عليها.
4- تساعد هذه الطريقة على الثقة بالنفس والاعتماد عليها.
5- تساعد على إثارة دافعية التعلم لدى الطلاب.
6- تعمل هذه الطريقة على جذب انتباه الطلاب والتغلب على ظاهرة الشرود الذهني.
د- عيوب الطريقة
- لا تصلح لتدريس المواد التي لا تحتوي على قواعد أو قوانين عامة، مثل الأدب والتاريخ.
- تحتاج إلى وقت طويل.
- لا تصلح للطلاب الصغار، لأنها طريقة منطقية تعتمد على التفكير والاستدلال.
هـ- مثال تطبيقي
- يعرض المعلم أمثلة عن رفع الفاعل.
- يوجه المعلم أسئلة توجيهية للطلاب مثل: لماذل الفاعل في المثال الأول آخره (ضمة)، و الثاني آخره (ألف ونون) والثالث آخره (واو ونون).
- يناقش الطلاب في الأمثلة حتى يتم التوصل إلى القاعدة.
3- طريقة التعلم التعاوني
أ- مفهومها
نموذج تدريس يتطلب من المتعلمين العمل مع بعضهم لإنجاز مهمة ما، وعلى كل منهم مسؤولية مساعدة الآخرين على التعلم، بحيث تصل المجموعة إلى الإنجاز المطلوب، ومعنى هذا أن المتعلم لا يكون مسؤولا عن تعلمه فقط بل مسؤول عن تعلم باقي أفراد المجموعة، وأثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية وإيجابية (نحن بدلا من أنا).
ب- إجراءاتها
– يقسم المعلم الطلاب إلى مجموعات (أحيانا يكون أفراد المجموعة من جنسية واحدة أو جنسيات متنوعة)، ويتراوح عدد المجموعة من 4 إلى 6 طلاب، بشرط أن تتكون المجموعة من طلاب ذوي مستويات علمية مختلفة.
– يحدد المعلم وقتا لعمل المجموعات.
– يكلف المعلم كل مجموعة بتناول جزء معين من أجزاء الدرس، وبعد ذلك تعرضه على باقي الصف.
– لكل مجموعة رئيس يمثلها، وينظم العمل داخلها بين أفراد الفريق.
– لكل فرد من أفراد المجموعة عمل، فيوجد كاتب يسجل المناقشات من أسئلة وأجوبة، ويوجد باحث (خبير) يحاول البحث عن إجابات الأسئلة.
– أحيانا يتبادل الخبراء العمل بين المجموعات، فخبراء المجموعة (أ) ربما يذهبون إلى مجموعة (ب) للبحث والمناقشة، وكذا خبراء المجموعة (ب) يذهبون إلى مجموعة (ج)… وهكذا.
– يمر المعلم بين المجموعات لتحميسهم ومراقبة تنظيم العمل بينهم.
– بعد انتهاء الوقت المحدد يبدأ المعلم في تنظيم النقاشات بين المجموعات، بحيث يعطي لكل المجموعات أوقاتا مساوية في العرض.
– يلخص المعلم ما عرضته كل مجموعة على السبورة.
– إذا كانت هناك مسابقة يحدد المعلم المجموعة الأفضل بين المجموعات.
– يلخص المعلم ما دار في الدرس من فكرات.
ج- مزايا الطريقة
– مجموعات التعلم التعاوني توفر آليات التواصل الاجتماعي، وتسمح بتبادل الأفكار وتوجيه الأسئلة توجيهًا أفضل، وشرح الطالب لصديقه داخل المجموعة ربما يكون أفضل كثيرًا من شرح المعلم للأسباب التالية:
– الطالب لن يستحي من الأسئلة الكثيرة التي يوجهها للزميل بينما يستحي من تكرار الأسئلة -خاصة في نفس النقطة- للمعلم.
– العامل الثقافي المشترك بين طلاب الجنسية الواحدة يؤثر كثيرا في تحقيق تواصل أفضل بينهم.
– الطالب يفهم صديقه أكثر من المعلم -خاصة لو كان من نفس جنسيته- ويعرف ما يعنيه بالسؤال أو الاستفسار؛ لأنه يفهم طريقة تفكيره.
– الطالب له نفس الخصائص المشتركة النفسية والعقلية والعمرية لزميله، ومن ثم يستطيع التواصل بمرونة مع قرينه أكثر من المعلم.
– قد يتعب المعلم من كثرة تكرار معلومة بعينها، فيستعين بالطلاب الأذكياء للمساعدة في الشرح.
– يعطي الفرصة لجميع الطلبة بأن يشعروا بالنجاح، وتُستعرض فيها وجهات النظر المختلفة حول موضوع معين أو طريقة حل معينة.
– يُوجِد جوا وجدانيا إيجابيا خاصة للطلبة الخجولين الذين لا يرغبون في المشاركة أمام الصف، كما أن تطوير مهارات التعاون والمهارات الاجتماعية أمر يهيئ الطلبة للعمل في أطر تعاونية في حياتهم المستقبلية.
– يخفف من القلق الناتج عن الجو السلطوي في الصف، ويحوله إلى جو ودي.
– يساعد على فهم المفاهيم والأسس العامة وإتقانها.
– ينمي القدرة على الإبداع وحل المشكلات والمهارات اللغوية في التعبير.
– يؤدي إلى تزايد القدرة على تقبل وجهات النظر المختلفة.
– يحقق ارتفاع مستوى اعتزاز الفرد بذاته وثقته بنفسه.
– يؤدي إلى تزايد حب المادة الدراسية، والمعلم الذي يدرسها.
– يقضي على التعصب الرأي والذاتية، ويساعد على تقبل الاختلافات بين الأفراد.
د- عيوب الطريقة
– لا يمكن تطبيقها في كل المواد الدراسية.
– لا يجيد كثير من المعلمين تطبيقها؛ وذلك لقصور في أسلوب المعلم وليس في الطريقة.
– عدم القدرة على تنظيم المجموعات يهدر كثيرا من الوقت؛ مما يحدث نوعا من الفوضى داخل الصف.
– قد لا تناسب بعض الطلاب؛ فبعضهم لا يحب العمل الجماعي.
هـ- مثال تطبيقي
– يختار المعلم أحد دروس القراءة للدرس.
– يقسم المعلم الطلاب إلى مجموعات، ويكلف كل مجموعة بمسؤولية شرح إحدى فقرات الدرس، في وقت محدد.
– يمر المعلم بين المجموعات لمراقبة تنظيم العمل؛ بحيث يتأكد أن كل فرد من أفراد المجموعة له عمل، ولا يعتمد على زملائه في أداء المهام.
– يوقف المعلم العمل بين المجموعات عند انتهاء الوقت.
– تقوم كل مجموعة بعرض المهمة المكلفة بها، وتتولى الإجابة على أسئلة المجموعات الأخرى.
– تتوالى عروض المجموعات، ويسجل المعلم الفكرات الرئيسة على السبورة.
– يلخص المعلم ما دار في الدرس من أفكار ونقاشات.
مقال متميز كالعادة….. شكرا
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم
أحيّي الكاتب د. أحمد حسن محمد علي على طرحه مثل هذه المقالات
التي تتناول طرائق التدريس البديلة التي تزيد الحافزيّة لدى المتعلّمين،
وتعمّق الفهم، وتطوّر مهارات التعلّم والتفكير، وتعزّز روح التعاون.
أوافق الأخ أيمن أصلان أنّ بالإمكان التوسّع والتفصيل حول كلّ طريقة،
وكنتُ أحبّذ أن يورد الكاتب بعض المراجع التي تطرّقت لهذه الطرائق
ليطّلع عليها القرّاء ويستزيدوا. كذلك أضيف:
– يمكن استخدام طريقة الاستقراء في تدريس النصوص الأدبيّة وفي التاريخ،
فمثلًا: بعد دراسة عدد من النصوص وتحليلها يمكن تكليف الطلاب استنتاج
الخصائص والأحكام المشتركة وكذلك المختلفة بينها!
– لا أحبّذ إجراء مسابقة بين المجموعات لتحديد المجموعة الأفضل!
جزاك الله خيرا
غالبا ما يكون توجيه السؤال الى المعلم افضل واكثر ارتياحا من سؤال الطالب من نفس الفئة العمريةبحيث يكون اكثر حرجابينما الطالب لا يشعر بالحرج من المعلم
أحي دكتور أحمد لذلك العرض الشامل لعدد من أهم استراتيجيات التدريس ومن وجهة نظري أن أضافة عدد من النماذج التطبيقية لتلك الاستراتيجيات ومن تخصصات مختلفة يثري العرض وتزداد الفائدة منه وخاصة للمعلمين.
شكرا دكتور نتمنى مواصلة اعمالك لصناعة مدرسة الجودة