هذا المقال هو المقال الثاني من سلسلة مقالات حول “مهارات وطرائق التدريس الحديثة” للكاتب الدكتور أحمد حسن والتي ينشرها حصريا على مدونة تعليم جديد.
يمكنكم الاطلاع على المقال الأول من هنا
طرائق التدريس الحديثة : طريقة القصة و طريقة الأسئلة
1- طريقة القصة
مفهوم طريقة القصة
تعد طريقة التدريس القائمة على تقديم المعلومات والحقائق تقديمًا قصصيًّا من الطرق التقليدية، وهي من أقدم الطرق التي استخدمها الإنسان لنقل المعلومات والعبر إلى الأطفال والكبار، كونها تساعد على جذب انتباههم وتكسبهم كثيرًا من المعلومات والحقائق التاريخية والخلقية بصورة شيقة وجذابة.
إجراءات طريقة القصة
– يحدد المعلم أهداف الدرس بدقة.
– يختار المعلم القصة المناسبة لدرسه، مع تحديد المدى الزمني للسرد والمناقشة.
– يحدد المعلم مواضيع النقاش ليشرك الطلاب في إلقاء القصة، والتنبؤ بالتوقعات الخاصة بأحداثها.
– يربط القصة بأهداف الدرس.
شروط طريقة القصة
لاستخدام الطريقة القصصية في التدريس توجد مجموعة من الشروط التي ينبغي على المعلم مراعاتها عند التدريس بهذه الطريقة وهي:
1- أن يكون هناك ارتباط بين القصة و موضوع الدرس.
2- أن تدور القصة حول أفكار ومعلومات وحقائق تُحقق من خلالها أهداف الدرس، مع تركيز المعلم على مجموعة المعلومات والحوادث التي تخدم تلك الأهداف، بحيث لا ينصرف ذهن الدارسين إلى التفصيلات غير المهمة ويبتعد عن تحقيق الغرض المحدد للقصة.
3- أن تكون الأفكار والحقائق والمعلومات المتضمنة في القصة قليلة؛ حتى لا تؤدي كثرتها إلى التشتت وعدم التركيز.
4- أن تقدم القصة بأسلوب سهل وشيق يجذب انتباه الدارسين ويدفعهم إلى الإنصات والاهتمام.
5- ألا يستخدم المعلم هذه الطريقة في المواقف التي لا تحتاج إلى القصة.
6- أن تكون الحوادث المقدمة في إطار القصة متسلسلة ومتتابعة، وأن تبتعد عن المبالغة في التصوير الخيالي للمواقف.
7- أن يستخدم المعلم أسلوب تمثيل الموقف بقدر الإمكان، ويستعين بالوسائط التعليمية المختلفة التي تساعده على تحقيق مقاصده من هذه القصة.
وفي ضوء هذه الشروط يتبين أن اتباع الطريقة القصصية في التدريس يتطلب أن يكون المعلم مزودًا بقدر من القصص التي تتناسب مع المرحلة التي يدرسها وترتبط بموضوعات المنهج المقرر. كما يتضح أن هذه الطريقة يمكن أن تستخدم في دروس التاريخ، وبعض فروع اللغة العربية والتربية الإسلامية.
مزايا الطريقة القصصية
1- طريقة جذابة وشائقة للدارسين.
2- لا تحتاج إلى إمكانات وتكاليف.
3- يسهل استخدامها من طرف جميع المدرسين مع اختلاف خبراتهم.
عيوب الطريقة القصصية
1- لا تناسب كل المواد الدراسية.
2- تحتاج إلى مدرس قادر على العرض والتمثيل.
3- تعتمد على التجريد والتخيل أكثر من البيان العملي.
4- دور الدارسين سلبي ينحصر في الاستماع إلا في مشاركات قليلة.
مثال تطبيقي لطريقة القصة
يقص المعلم إحدى القصص ويجعلها نصا في درس الاستماع، وتدور حوله نقاشات لتكون موضوعا لدرس المحادثة متبعا التعليمات والخطوات السابقة.
2- طريقة الأسئلة
مفهوم طريقة الأسئلة
أسلوب قديم قدم التربية نفسها، يقوم فيه المدرس بإلقاء الأسئلة على الطلاب، ولا يزال هذا الأسلوب من أكثر أساليب التدريس شيوعا حتى يومنا الحاضر، وليس ذلك فقط لأن هذا الأسلوب يعد أداة طيبة لإنعاش ذاكرة الطلاب وجعلهم أكثر فهما، بل أيضا لتوصيلهم إلى مستويات عالية من التعليم. وتقول “هيلدا تابا” وهي واحدة من أشهر خبراء المناهج في أمريكا: إن الطريقة التي يلقي بها المعلم أسئلته تعد أهم فعل مفرد مؤثر في عملية التدريس.
إجراءات طريقة الأسئلة
1- يحدد المعلم أهداف الدرس بدقة.
2- يصوغ مجموعة من الأسئلة التي توجه الطلاب نحو تحقيق هذه الأهداف.
3- يسمح المعلم بتلقي أسئلة إضافية يشارك بها الطلاب حول موضوع الدرس.
4- يجيب الطلاب بمساعدة المعلم عن هذه الأسئلة؛ بحيث يحققون أهداف الدرس.
شروط طريقة الأسئلة
1- يعد التحضير الجيد للموضوع الذي سيتناوله المدرس من خلال طرح الأسئلة من أهم الشروط لنجاحها، إذ على المدرس أن يفكر جيدا في نوعية الأسئلة التي سيلقيها، بحيث تكون ملائمة للموضوع، ومناسبة لتحقيق أهداف الدرس، وفي مستوى الطلاب.
2- لا يعني طرح المدرس للأسئلة أنه سيصبح الشخص الوحيد الذي من حقه أن يسأل، بل إن المدرس الحاذق هو الذي يتيح لطلابه فرصة السؤال، سواء أكانت هذه الأسئلة موجهة إليه أم إلى الطلاب أنفسهم.
3- ينبغي أن يكون المدرس متيقظًا عند استخدامه لطريقة المناقشة، بحيث لا تخرجه إجابات بعض الطلاب أو أسئلتهم عن إطار الموضوع المحدد للمناقشة.
4- من شروط صياغة الأسئلة أن تبدأ من أشياء بسيطة ميسرة يعيها الطلاب إلى الأكثر صعوبة شيئا فشيئا.
5- يجب أن تكون صياغة السؤال واضحة لغويا، ومحددة الهدف، بحيث يعرف الطالب الشيء المراد منه بالتحديد.
6- ينبغي أن يكون السؤال من النوع الذي يتحدى ذكاء الدارس، ويجعله يُعمل تفكيره، ليصل إلى إجابة ترضيه، وتشعره أنه أتى شيئا ذا فائدة.
7- على المعلم أن يتحلى طوال إدارته للدرس بهذه الطريقة بروح طيبة.
8- لجعل جو الفصل طيبا فإن على المعلم أن يتلقى كل إجابة بوجه بشوش وروح طيبة.
9- على المعلم ألا يتقبل من طلابه إلا الإجابات الواضحة والمحددة.
10- أن يشعر المدرس طلابه أن عنصر الوقت مهم جدا، وأن ينبههم إلى أن أهداف الدرس أثمن عنده من أن تضيع بسبب بعض الأسئلة غير المفيدة.
مزايا طريقة الأسئلة
1- يستطيع المعلم أن يتعرف على كثير من الأمور التي تدور في أذهان الطلاب، ذلك من خلال إجاباتهم على أسئلته.
2- يمكن للمعلم أن يكتشف ما إذا كان طلابه يعون شيئا من الحقائق حول موضوع الدرس أم لا.
3- يستطيع المعلم بطريقة الأسئلة أن ينمي في طلابه القدرة على التفكير.
4- يستطيع المعلم من خلال طريقة الأسئلة أن يستثير الدافعية في التعلم عند طلابه.
5- يمكن للمعلم أن يجعل طلابه ينظمون أفكارهم، وذلك إذا اتبع أسلوبا تربويا سليما في إلقاء الأسئلة.
6- تفيد المعلم عند مراجعة الدروس، وقياس مدى تحقق الأهداف.
7- يتمكن الطالب من خلالها من التعبير عن ذاته.
8 ـ يساعد المدرس على تشخيص نقاط القوة والضعف لدى طلابه.
9- تركز هذه الطريقة على أن تجعل الطالب يستعمل فكره لا مجرد ذاكرته.
عيوب طريقة الأسئلة
1- قد ينتهي الوقت قبل أن ينتهي المعلم مما خطط له بسبب كثرة الأسئلة.
2- قد ينفر الطلاب بسبب الأسئلة الثقيلة؛ ولذا يفضل جعل الإجابات اختيارية.
3- قد يتهرب الطلاب من الإجابة عن الأسئلة عن طريق مبادرتهم للمعلم بالأسئلة.
4- إذا انشغل المدرس بالإجابة عن كل أسئلة الطلاب فإن ذلك قد يبعده عن نقاط الدرس الأساسية.
مثال تطبيقي لطريقة الأسئلة
يستخدم المعلم هذه الطريقة عند تناول أحد النصوص القرائية، فيعد مجموعة كبيرة من الأسئلة ليعالج أهداف الدرس، كما يسمح للطلاب أن يعدوا بدورهم أسئلة حول النص … وهكذا.
شكرا على الموضوع
بارك الله فيكم