هذا المقال من إعداد أ. رجاء صلاح صندوقة ;أ. غادة حسن الكحلوت
مقدمة
في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي والتطور المتسارع في المعرفة، لم يعد دور التربية والتعليم مقتصرًا على نقل المعلومات للطلبة. إذ لم يعد حشو العقول بالمعارف هدفًا فعّالًا في ظل الكم الهائل من المعلومات المتاحة. بل أصبح التركيز منصبًا على تنمية مهارات التفكير لدى الطلبة، وتشجيعهم على استخدامها في مواقف حياتية متنوعة. فالتعليم الذي يُعزز التفكير يهدف إلى إعداد أجيال قادرة على التعامل مع تحديات هذا العصر سريع التطور.
مفهوم التفكير ودوره
التفكير هو نشاط بشري يُميز الإنسان عن غيره من الكائنات. وهو نعمة عظيمة منحها الله تعالى للبشر، ترتب عليها مسؤوليات أخلاقية وسلوكية. ومن هنا جاءت أهمية إدماج التفكير ومهاراته ضمن المناهج الدراسية، باعتباره هدفًا جوهريًا للعملية التعليمية.
أبعاد التفكير:
- التفكير الناقد: تحليل وتقييم الأفكار بشكل موضوعي.
- التفكير الإبداعي: إنتاج حلول وأفكار جديدة.
- التفكير التأملي: مراجعة الأفكار والتجارب لاستخلاص الدروس.
- التفكير البصري: استيعاب المعلومات البصرية وتحليلها.
- التفكير الجانبي: إيجاد حلول خارج النمط التقليدي.
أهمية التفكير في التعليم
1 التفكير ضرورة للإيمان واكتشاف نواميس الحياة
التفكير يدعونا للتأمل في الكون واكتشاف عظمة الخالق. وقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي تحث على التفكر في مخلوقات الله والاستدلال على عظمته.
2- التفكير الفعّال لا ينمو تلقائيًا
الكفاءة في التفكير ليست قدرة طبيعية ترافق النمو، بل هي مهارة تحتاج إلى تعليم هادف وتنمية مقصودة من خلال مناهج تعليمية تُشجع التفكير الفعّال.
3- دوره في النجاح الدراسي والحياتي
يساهم التفكير الفعّال في نجاح الطلبة داخل المؤسسات التعليمية وخارجها. فالأداء في الدراسة والحياة اليومية هو انعكاس للقدرات التفكيرية
4- التفكير قوة متجددة في مواجهة التغيرات
في عالم يشهد تغيرات سريعة، تبقى مهارات التفكير أداة حيوية لمعالجة المعلومات والتعامل بفعالية مع المستجدات.
5- فائدة تعليم التفكير للمُعلمين والمُتعلمين
تعليم التفكير يجعل العملية التعليمية أكثر إثارة وجاذبية، ويُحسن تحصيل الطلبة ويزيد من مشاركتهم الإيجابية، مما ينعكس إيجابيًا على المُعلمين والمجتمع ككل.
توجيهات لتنمية التفكير في المناهج الدراسية
إن المناهج التي تُركز على التفكير لا تلغي التعليمات التقليدية أو الحقائق، لكنها تُضيف بُعدًا جديدًا يعزز المهارات من خلال الخبرات التعليمية ذات المعنى. حيث يجب أن يرتبط تعلم التفكير بمحتوى المادة الدراسية بشكل متكامل.
الخاتمة
إن التعليم القائم على التفكير يُعد استثمارًا طويل الأجل يضمن إعداد أجيال واعية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل. وعليه، فإن غرس مهارات التفكير في المناهج التعليمية هو خطوة ضرورية لتحقيق التقدم والنهضة المجتمعية.
المصادر والمراجع
- الجمل، إبراهيم. (2005). التفكير من منظور تربوي. القاهرة: عالم الكتب.
- الجمل، محمد. (2005). العمليات الذهنية ومهارات التفكير. القاهرة: عالم الكتب.
- حبيب، مجدي. (2007). تعليم التفكير في عصر المعلومات: “المداخل، المفاهيم، النظريات، البرامج“. القاهرة: دار الفكر العربي.